نداء القلب في موسم الحج

بقلم: منصور بلعيدي

في لحظات الندم والشوق، يرفع القلب نداءه إلى الله، متأملاً في رحمته وعفوه. "لبيك اللهم من قلب متعب، وروح تائهة لا ترى طريقا سواك"؛ هكذا يبدأ النداء، معبرًا عن الحاجة الماسة إلى الله في كل لحظة.

"لبيك ندما"؛ هذه الكلمات تحمل في طياتها اعترافًا بالخطأ ورغبة في التوبة. إنها لحظة صدق مع النفس ومع الله، حيث يدرك الإنسان أنه لا ملجأ له إلا إلى ربه.

"لبيك عشما، وأمان محمولة إلى سمائك"؛ هنا يظهر الأمل في رحمة الله وفضله. القلب يشتاق إلى الأمان الذي لا يأتي إلا من الله، ويحمل آماله إلى السماء، راجيًا الإجابة.

"لبيك ربي وإن حالت بيننا المسافات"؛ هذه العبارة تعبر عن الارتباط الروحي القوي بين العبد وربه، حتى وإن كانت هناك عوائق مادية. القلب يبقى متصلاً بالله، يبحث عن القرب والطمأنينة.

"اللهم اجبر قلوبنا، وبلغنا من فضلك ما نرجو"؛ هذا دعاء يرفعه القلب إلى الله، رجاءً في جبر القلوب وبلوغ الأماني. إنه اعتراف بأن كل شيء بيد الله، وأنه وحده القادر على جبر الكسر وتحقيق الأمل.

ويبقى النداء قائمًا، نداء القلب إلى الله، في لحظات الضعف والقوة، في لحظات الندم والأمل. إنه نداء يعبر عن الحاجة الدائمة إلى الله، وعن الرغبة في القرب منه والاطمئنان بذكره.