الاحتلال يستأنف إبادة غزة غارات متواصلة و108 شهداء خلال 24 ساعة

الاحتلال يستأنف إبادة غزة غارات متواصلة و108 شهداء خلال 24 ساعة

(أبين الآن) وكالات

بين الغارات الجوية المتواصلة والعمليات البرية المكثفة ونسف المنازل فوق رؤوس ساكنيها، أحصى الفلسطينيون في قطاع غزة أكثر من مائة شهيد وثلاثمئة مصاب خلال اليومين الأول والثاني من عيد الأضحى المبارك، وفق ما أعلنت وزارة الصحة في القطاع. تأتي هذه الحصيلة الدامية في ظل تصعيد عسكري إسرائيلي عنيف يطاول مناطق مختلفة من الشمال إلى الجنوب، وسط تحذيرات أممية ودولية من تفاقم الأوضاع الإنسانية بشكل غير مسبوق.

في الموازاة، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن كميات الوقود المتبقية في مستشفيات القطاع لا تكفي إلا لثلاثة أيام فقط، وسط تدهور كارثي في الخدمات الصحية مع تصاعد الاستهداف الإسرائيلي للمرافق الطبية. وأشارت الوزارة إلى أن مستشفى الأمل في محافظة خانيونس بات خارج الخدمة فعليًا، بعد أن صنّف جيش الاحتلال المنطقة المحيطة به "منطقة قتال خطرة"، وأجبر السكان على مغادرتها، فيما لا تزال الطواقم الطبية والمرضى محاصرين داخل المبنى. وقد ناشدت الوزارة الجهات الدولية المعنية توفير ممرات آمنة للمصابين وضمان إيصال الإمدادات الطبية العاجلة، في وقت يتسارع فيه الانهيار الكامل للقطاع الصحي المحاصر.

وفي خضم هذا المشهد الدموي، تواصل سفينة "مادلين"، إحدى سفن "أسطول الحرية"، تقدمها باتجاه قطاع غزة، بعد انطلاقها من إيطاليا في الأول من يونيو/ حزيران الجاري، حاملة على متنها 12 ناشطًا دوليًا في مجال حقوق الإنسان. وتفصلها ساعات قليلة فقط عن الوصول إلى مياه غزة، في مهمة تهدف إلى كسر الحصار البحري، وسط مخاوف متزايدة لدى طاقمها من احتمال تعرضهم لهجوم إسرائيلي أو اعتراض عسكري يمنعهم من إتمام رحلتهم التضامنية. ويكتسب تحرّك السفينة رمزية خاصة في ظل المجاعة والإبادة الجماعية التي يتعرض لها القطاع منذ أكثر من عشرين شهرًا، من دون أفق لأي تهدئة دائمة.

دوليًا، تتصاعد الأصوات المطالبة بوقف العدوان على غزة، إذ دعا بابا الكنيسة الأرثوذكسية تواضروس الثاني ونظيره بابا الفاتيكان لاوون الرابع عشر إلى "وقف فوري للحرب العدوانية" التي تشنها إسرائيل على القطاع. جاء ذلك خلال اتصال هاتفي جرى بين الطرفين، عبّرا فيه عن قلقهما العميق من استمرار المجازر، مطالبين المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته تجاه المدنيين العزّل وتوفير ممرات إنسانية عاجلة.