ولأنه العيد ..

لا يكاد يخفى على أحد أن الأعياد عبارة عن مواسم أفراح  ومناسبات ابتهاج ومحطات سرور .
وهي المناسبات التي فيها يُفَعل التواصل وخلالها تُجدد الصِّلات . 
والأعياد مواطنُُ تحيا فيها القيم وتتجلى فيها المُثُل وهي الفرص التي يستطيع الأفراد خلالها تحديد مواقعهم للشروع في دمج ذواتهم من جديد في مجتمعاتهم وإعادة إعداداتهم إلى وضعية ضبط المصنع ليتحقق انصهارهم في من حولهم .

وكما يتجدد في العيد اللباس فإنها يتجدد الوشائج وتقوى الصلات أيضا .
وبما أن العيد يقتضي تضييق مربعات النّغَص وخَنْق هوامش الألم فإنه يتطلب توفير ملاعب ليس فيها مساحة إلا للقلوب المرحة لترتع وتلعب وهي في مأمن من ذئاب النكد وغير آبهة برهط المفسدين ولا مكترثة بمجاميع السيارين .
ولأنه العيد فقد كان اليمن الكبييير نقطة اتصال النفوس وموضع تجوال القلوب .
ذلك التجوال الذي تراءت خلاله السهول والحقول وبانت معه الشوطئ والكثبان وتمثلت فيه المدن والبوادي وتسامقت خلاله جبال اليمن بذراها وسفوحها فبدت للرائي معالم شامخات تشبه القدور الراسيات وقد رصدها الخيال وهي تمر مر السحاب بشكل أتقنه الصانع الخلاق الخبير .
وكان الملفت والمثير أن جزءا لا بأس به من تلك الجبال مرصعُُ بنقوش حبِِّ وبصماتِ فنِِّ وأطياف ذكرياتِِ وقباب مشاقر وبقايا مشاعرِِ ومصلياتِ شُعارِِ وهياكلِ مباخر .
بينما الجزء الآخر من تلك الجبال لم يُلحظ أو يُلاحظ منها سوى أدخنة ملوثة وروائح بارودِِ وبقايا أشلاء متناثرة وحواجز تتريسِِ منصوبة وحُفر كأنها فخاخ مزروعة ناهيك عن طيور غريبة
تحوم فوق تلك الجبال وبينها وحولها وكأنها تبحث عن بقايا عظام ! بل إن أجساما غريبة لوحظت تجوب شعاب تلك الجبال كهياكل دوابِِّ متخذة من اللون الأحمر هَوِيَّةََ وهِوَايَةََ غير مفسحةِِ مجالاََ لا لرواية ولا لدراية !

وهنا وبدون سابق إنذار أو أي نوع من أنواع المقدمات لم يكن بوسع المُتَجَول ذلك أن يحول بين قلبه وبين { انفطارِِ } تطور في الحال إلى [ انشطارِِ ] تلاه شبه "انفجارِِ" أُطْلِقَ عليه - فيما بعد - ( إنقهااار ) .

يبقى السؤال :
أكووو عرب ؟ !