"إما وإما "..
بقلم: د. عبد الكريم الوزان.
الحياةً ليست بوتيرة واحدة فلا سرور دائم ولا حزن خالد، وكما قال الامام علي كرم الله وجهه:
رَأَيتُ الدَهرَ مُختَلِفاً يَدورُ
فَلا حُزنٌ يَدومُ وَلا سُرورُ
وَقَد بَنَتِ المُلوكُ بِهِ قَصوراً
فَلَم تَبقَ المُلوكُ وَلا القُصورُ
والدنيا يومان يوم لك ويوم عليك، لكن مع العسر يسرا.
وما نحن فيه هو إما أن نظل نجتر الأحزان والمآسي ونبقى في دوامة الماضي المؤلم، وإما أن نستخلص العبر ونستفيد ونحيا حياة سعيدةً تتسم بالتسامح والأمل والطموح والقناعة بما رزقنا الله من نعمائه. وهذا الخيار هو الأحكم والأصلح في ظل الظروف التي يعيشها العالم من صعوبة سبل العيش ، بسبب جنوح الطغاة الاستعماريون ممن يملكون التكنولوجيا الكبيرة والتحالفات إلى تعقيد حياة الشعوب بالحروب والحصار والجوع والفقر والجهل ، بشكل ممنهج وربما مؤدلج.
وحتى يركن الفرد للرضا ، يتحتم على الدولة الإيفاء بالتزاماتها تجاهه من خلال حوكمة المؤسسات كافة ، بما يضمن له حياة حرة كريمة يعيشها بأمان وسلام ، عندها يتمسك بالأمل مترنما بما قاله الشاعر الطغرائي :
أعلِّلُ النفس بالآمالِ أرقُبُها
ما أضيقَ العيشَ لولا فسحةُ الأمَلِ
لم أرتضِ العيشَ والأيامُ مقبلةٌ
فكيف أرضَى وقد ولَّتْ على عَجَلِ


