كلاهما عدو لنا فاحذروهم ،،،

بقلم د. سعيد سالم الحرباجي 

كثر اللقط ، وكثر الكلام ، وكثر المِراء والجدل فيما يحصل اليوم من نزاع مسلح بين ( إيران وإسرائيل ) .

والحقيقية المرة التي لا نريد الوقوف عليها ، ولا الالتفات إليها هي ( أنَّ كلا الطرفين المتحاربين عدو لأهل السنة ) .

فلكل طرف منهما  مشروعه ، ولكل طرف أطماعه  ، ولك طرف أهدافه ..... وكلا الطرفين صناعة الصهيونية العالمية .

فمنذ نشأة هاتين الجرثومتين الخبيثتين في قلب العالم العربي والإسلامي وهما ينخران كيان الأمة ، ويعملان  _ بالتوازي _  للنيل منها ، وتقويض وجودها { ومأسي إيران في العراق ، سوريا ، ولبنان ، واليمن.....لا تغتفر . ومصائب اليهود في العالم العربي والإسلامي تفوق الخيال } .

فهما متفقان على محاربة الإسلام ، مختلفان في مشروعيهما .

لذلك وصل الطرفان  اليوم إلى خط النهاية، وظن كل منهما أنَّ الفرصة مواتية للإنقضاض على الآخر ، وتحقيق المكاسب الخاصة به .

فإيران الضاربة جذورها في أعماق التأريخ ....
تحلم بإعادة إمبراطوريتها القديمة .
ذلك ما صرح به قادتها ، بل ذلك  ما تبجحوا به فقالوا : ( نحن نسيطر على ثلاثِ عواصم عربية ) وهذا بالطبع فتح شهيتهم لقضم مزيداً من العواصم العربية والاسلامية .

وفي الوقت ذاته ظن اليهود أن الوقت قد حان لتحقيق حلمهم بإقامة دولة إسرائيل من ( النيل إلى الفرات ) .
وهذا ما دعا النتن ياهو أن يصرٌح به علناً في أروقة الأمم المتحدة حينما أخرج خارطته المزعومة في إحدى الإجتماعات وقال - وبصوت قوي - هذه حدود إسرائيل .

عندها أخذ كل صديق يتوجس من صديقه ، ويتأبٌط به شراً ، وأخذ كل طرف يسارع الزمن لتحقيق كثيراً من المكاسب على حساب الطرف الآخر ( فدب الخلاف بينهما ) .
وصدق الله إذ يقول:
(فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة ) .

فكل ما يحصل اليوم من حرب  مدمرة ، ومن تصفية حسابات قاسية ....
هو نتيجة طبيعة للعلاقة المشبوهة بين هذين الجسمين الخبيثين ، وانتقام إلهي لإجرامهما بحق المستضعفين في الأرض .


ومما يؤسف له أنٌ هذا
  حصل ، يحصل..... ونحن ( أهل السنة ) نتجادل فيما بيننا { مع أي الطرفين نقف }؟ وإلى أي من الطرفين ننحاز ؟ 
ذلك الحمق ، وتلك السخافة التي تعج بها وسائل التواصل الاجتماعي ، بل ومنابر المساجد ، وإجهزة الإعلام بكل أنواعها ...
هو مؤشر-  لا يحمل الشك - على أنَّنا أمة بلا مشروع ، بلا رؤية ، بلا هدف ، بدون استراتيجية سنية واضحة المعالم .

وهذا واضح من التخبط في المواقف والذي طال حتى علماء السنة ، ومفكريها ، وروادها .

ما ينبغي أن نشير إليه هنا ...
أنَّ ما يحصل هو جولة من جولات الصراع ، وسنة من سنن التدافع في الكون ..
فواجبنا هو استغلال هذه اللحظة التأريخية الفارقة من عمر الزمن ، والاستعداد الكامل لمآلات هذا الصراع الذي يبدو أنَّه سيطول ، وسيخسر الطرفان ، وسيؤدي إلى إضعافهما .

نحن لنا مشروعنا السني الكبير الذي يضم كل مسلمي العالم ، نحن لنا هويتنا ، ولنا منهجنا الوسطي المعتدل ، لنا شريعتنا الغراء ، ولنا تراثنا المحمدي النقي .

كل ذلك يفرض علينا اليوم أن نرفع الراية التي ينبغي على الجميع الإنضواء تحت ظلها .
نحن بحاجة اليوم إلى خطوات أكثر جدية للملمة الصف السني ، وإيجاد تكتلات{ عسكرية ، اقتصادية ، سياسية  } تضمن إقامة كيان سني 
مواز لتلك التكلات الموجودة ، ويضمن لنا حجز مقعداً في العالم الذي سيخرج من رحم هذا الصراع المحموم بين قوى الشر .

فلندع   سنة   الله  تعمل  عملها مع الأشرار الذين أذاقونا ويلات العذاب ، ولنلتفت إلى مشروعنا الذي نأمل من خلاله أن ننهض بالأمة ، وأن نعيد مجدها  ، وعزتها  ، وكرامتها .

وصدق الله إذ يقول :
( ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون )