صناعة الهزيمة

بقلم: حسين السليماني الحنشي 

أعظم عدو للشعوب هي الهزيمة النفسية، وترجع تلك الهزيمة إلى الدكتاتوريات المنتشرة حول العالم، وهذه الدكتاتوريات هي أيضاً صُنعت من أجل بث الهزيمة النفسية في الشعوب، وأول عمل هو إزاحة الجماعات والافراد، وأي مؤسسة تساعد في بث روح المقـــ ـاومة ضد الظلم أو حتى التحرر من الاحتــ ـلال؛ لأن روح التحرر تعلّم الناس التحرر من العبودية والخنوع المطلق للدكتاتور ، وأيضا التحرر من الإستعــ ـمار والهيمنة، فالحرية تولد الحرية مثل الثورات التحرر الوطني، كانت متقاربة بين الشعوب؛ لأنها تزرع عند الناس التحرر وتأخذ الناس التجارب من الأمم المتحررة، فالصراع اليوم هو صراع بين الحضارات كان سابقاً ولازال، ونحن نشاهد اليوم الصراع بين الفــ ـرس والروم واليهــ ـود وغياب المسلمين؛ لأن الهزيمة النفسية قد بلغت مبلغها عند الشعوب المسلمة وحكامها، وهذا يرجع إلى اليهــ ـود الذين يسعون في الأرض الفساد، قديما وحديثا والحرب ضد الإسلام إلى جانب النصــ ـارى، وما لقاءات التي تحدث على مدار الساعة، إلا تهيئة الظروف لصناعة الدكتاتورالذي يبشر بولادة عالم جديد تكون لهم اليد الطولى فيه، ويتم تنصيب هؤلاء الدكتاتوريات على الشعوب وبدورهم يقومون بالتضامن مع  الصانع في محاربة الشعوب، وهذا يتضح بعد الربيع العربي جلياً، فقامت الدنيا ولم تقعد على الشعوب بل جعلوا من تلك الشعوب التي تطالب بالحرية، مثال للتدمير والحياة المريرة، وقد قدمت في هذا الطريق قوافل الشهداء والجرحى، فتلك الدول تجعل نضال تلك الشعوب دروسا ومواعظا يرعبون بها شعوبهم حتى لا يفكرون بمثل تلك (الحماقات) كما يصفونها ... فيتم تأسيس المؤسسات التي تمسح كل القيم الجميلة في أفراد المجتمع ككل، حتى أنهم وصلوا الى المؤسسات الدينية، فجعلوا منها منابر، توجه الشعوب إلى الخنوع والتسليم لسياسات الدكتاتور، حتى يصبح الاستبداد - مقدساً - وهذا ما جعل الشعوب في البلدان التي يحكمها الدكتاتور لا تستطيع التظاهر او النقد بما يحدث في بعض البلدان مثل، المجازر المروعة خارج العرف والقانون الدولي والإنساني الذي يتشدقون به، في فلسطين على سبيل المثال.
فأقاموا المحاكم لمن يقف مع المقــ ــاومة الفلسطينية، فهذا بالنسبة لهم (إر h اب) !
إن بلدان العالم الثالث التي أغلب دولها دكتاتورية، تشهد تظاهرة جديدة تعيد تشكيل  منظومتنا  القيمية وتتمثل في تصدير  التفاهة التي تولد فينا (الهزيمة) ويتم تهميش أهل  الاختصاص والتحرر... وهذا الجهد تقوم به جهات  تعمل بالترخيص والتسهيل لصناعة الهزيمة!