ارتفاع صرف العملة و تلاعب مأساوي بقوت المواطن

جميعنا يرى اليوم ويشاهد ما آلت اليه الأمور من تدهور للأزمة المالية و الاقتصادية للبلاد سواء أكان ذلك في محافظته او بالمحافظات المجاورة وما رافقها من انهيار مستمر للعملة المحلية وارتفاعها. لتتجاوز حد ال700 للريال السعودي الواحد, ناهيك عن الارتفاع الجنوني في أسعار المواد الأساسية والأدوية والمستلزمات الاخرى , والتي زادت من المعاناة الى جانب التدهور اليومي للخدمات من مياه وكهرباء وغيرها, وما سببه من انعكاسات سلبية, القت بظلالها على كاهل المواطنين من معدومي الدخل أو من اصحاب الدخل المحدود انفسهم المتأخرة رواتبهم حتى اللحظة, وسط تجاهل حكومي وصمت مطبق من الجهات المسؤولة 

ومع كل تلك التحديات تولدت لدى المواطن حقائق أصبحت متوقعة ويراها ملموسة على أرض الواقع, أبرزها: إنه كلما ارتفع سعر الصرف ارتفعت معه تلقائيا اسعار المواد بكافة مسمياتها(حقيقة), ولكن الشيء المُحير في الأمر, كيف وصل الحال لجشع بعض التجار أن يعمد الى استغلال تلك الأزمة, ويبدأ رحلته في رفع أسعار بعضاً من المواد التي لربما كانت متواجدة في مخزنه او على رفوف محله لأسابيع أو لأشهر مضت, ويشرع لنفسه حينها القوانين , ليحسبها لذلك المستهلك بطريقة جنونية غير مبررة بسعر صرف اليوم, تحت شماعة ارتفاع الصرف, في ظل غياب الرقابة على الأسواق من الجهات المسؤولة عن حماية المستهلك , وضعف الوازع الديني لديه.  

إن جشع احتكار السلع من قبل التجار والتحكم في سعرها واستغلال الموقف لتحقيق أرباح عالية على حساب المستهلكين,جعلهم سعداء نوعا ما, لكن ما غفلت عنه مخيلتهم وهم يعيشون لذة ونشوة جمع تلك المكاسب الباهظة, بإن ذلك الظلم و الجبروت الذي مورس على البسطاء المحتاجين للعون, سوف يحاسبون عليه عاجلاً أم آجلاً,

اخيرا نقولها وبراءةً للذمة.

الى كل تاجر سولت له نفسه أن يتلاعب ويستغل و يحتكر و يتاجر بأوجاع وآلام البسطاء من المستهلكين, نذكرك بإن الدائرة ستدور, وأن كل نفس بما كسبت رهينه, فحاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا و عودوا الى رشدكم قبل فوات الآوان...!!

والله من وراء القصد