هكذا - علّمتنا غزّة

بقلم/حسين السليماني الحنشي 

علمتنا غزة في ظل غياب تام للمدارس والأكاديميات العاجزة على تخريج جيل مثل شعب غزة الذي أذهل القريب والبعيد...
علمتنا غزة أن مجلس الأمن عصابة، وأن النسيان سمه لمن طال غيابهم ممن لم يمارسون عمل الرجال ، فقد علمتنا أن القانون الدولي مجرد حبر على ورق، ... وأن حقوق الإنسان في مكاتب الأمم المتحدة نكتة!وكذبة...ليس للجميع...وإنما للإنسان الذي هم يريدونه .
علمتنا غزة أن البصيرة لاتوجد في أروقة عصبت الأمم، فلا يبصرون غير ماكان مبيّت عندهم، فمثلاً أطفال غزة ليسوا كأطفال أوكرانيا!
والضربات الصاروخية للمقاومة الفلسطينية، هي أشد من ضربات الميج أو من الصواريخ البحرية...
علمتنا غزة أن الحق ينتزع انتزاعاً ولا يستجدى، فلن يأتي أحد إليك يقول لك خذ ما تريد، وما عليك غير مد يدك، لكن هذا لا ينفع مع عصابة مجلس الأمن الدولي(الإرهاب الدولي)، بل أخذه رغماً عن العالم!
علمتنا غزة أن تحرير فلسطين من بحرها إلى نهرها ممكن، وأن ما حدث هذه المرة ما هو إلا "بروفة" مصغرة لما سيأتي!
علمتنا غزة أن من يريد شيء يستطيع الوصول إليه في هذا العالم (البرجماتي)، وأن المسألة لم تتعلّق يوماً بالإمكانيات وإنما بالإرادة، من كان يتخيل، مجرد تخيل أن غزة المحاصرة بإمكانها أن تصنع سلاحها وتحارب به العالم كله ، وتدهش أحبابها قبل أعدائها!
علمتنا غزة أن نحترم النعم، فهناك حيث تغدو شربة الماء النظيف حلماً، والرغيف الطازج انجازاً، والاستحمام رفاهية تشبه التمدد على شواطئ المالديف، والبيت الصغير جداً أثمن من قصور الدنيا ما دام لم يسقط على رؤوس ساكنيه!
علمتنا غزة أن أشباه الصحابة يعيشون بيننا اليوم، ولكن في غزة، وهم أحفاد خالد بن الوليد، الذين يقتحمون صفوف الأعداء بشراسة، حتى وصلوا أن يواجهون الأعداء بالسكاكين مقابل الأسلحة النارية! وكذا أحفاد سعد بن أبي وقاص يرمون بدقة أهدافهم، وأحفاد عكرمة ما زالوا يتبايعون على الموت، وأحفاد القعقاع وسماع أصوتهم في الجيش يخلع القلب من مكانه، فقد سمعناهم يقولون: باسم الله الغالب!
علمتنا غزة أن الخنساء لم تمت، وأن عشرات آلاف النسخ منها ما زلن يعشن في غزة، يقدمن أولادهن في سبيل الله صابرات محتسبات ولسان حالهن: اللهم خذ من دماء أولادنا حتى ترضى!
ولازالت غزة، ترسل لنا وللعالم بكل لحظة درساً تعلمنا، كيف نتعامل مع هذا العالم الخالي من الضمير الإنساني!
شكراً غزة رجالاً ونساءاً  وأطفالاً وشيوخاً ، شكراً للأرض التي تحتضن ذلك الشعب الجبار!!