في ظل غياب الخدمات مجلس الفشل يدار عبر الأثير
بقلم: الدكتور فوزي النخعي
تمر البلاد بظروف اقتصادية ومعيشة صعبة، ومع هذه الأوضاع تتساقط أحلام الناس يومًا بعد يوم، وتشتد وطأة الأزمات التي تطحن المواطن في تفاصيل حياته اليومية، وفي خضم هذه الأوضاع أتابع، بأسى وحزن بالغ، لما آلت إليه الأوضاع السياسية في البلاد، فرئيس ما يُسمى بالمجلس الرئاسي، الدكتور رشاد العليمي، يظهر لنا على منصات التواصل وهو يعقد اجتماعًا – لا على أرض الوطن – بل عبر منصة مرئية من خلف الشاشات.
تسارعت في ذهني لحظتها كل مشاهد المعاناة التي نعيشها الكهرباء المنقطعة، الرواتب المتأخرة، تردي الخدمات، الفساد، غياب الأمن، وتكاثر المليشيات، وآخر الأزمات أزمة الغاز المنزلي، وطوابير ضخمة كي يملئ المواطن اسطوانة الغاز لمنزله، في حين من يُفترض به أن يقود البلاد، لا يزال يكتفي بالظهور الرقمي، وكأن البلد يُدار عبر الأثير!
أي رسالة يمكن أن تُفهم من هذا الغياب؟ وأي قيادة هذه التي تتخفى وراء عدسات الكاميرا ولا تجرؤ على مواجهة الشعب وجهًا لوجه؟!
لقد بلغ السيل الزبى، ولم يعد في الناس طاقة لاحتمال مزيد من التخبط، أو تحمل نتائج قرارات تُصنع في الغرف المغلقة، دون أي إحساس بمسؤولية تاريخية أو إنسانية تجاه هذا الشعب الصامد.
أقولها بصدق، وقد بلغ من الشعب ما بلغ من لا يستطيع أن يكون بين الناس، لا يستحق أن يتحدث باسمهم، ومن يختار البُعد والافتراض، فليتنحَ، فالوطن لا يدار عبر التطبيقات، ولا تُبنى الدول خلف الشاشات.
لقد آن الأوان لأن يدرك من يتولون زمام الأمور أن الشرعية لا تُصنع في الفنادق، ولا تُمارس من وراء البحار، ولا يتم القسم على حماية وصيانة أمن واستقرار البلاد من عواصم أخرى، وأن الشعوب لا تصبر إلى الأبد، فمن لا يستطيع أن يتحمل مسؤولية المرحلة، فليتنحَ، فالوطن ليس مختبر للتجارب، ولا ساحة للمصالح الضيقة.
ودمتم سالمين