جعار تموت عطشًا...!

بقلم:  صفاء المليح 

في جعار، المدينة التي كانت يومًا تنبض بالحياة، بات الماء حلمًا صعب المنال.
لم نعد نطالب بالكهرباء، فقد تعايشنا مع الظلام، واشترينا الألواح الشمسية من قوت يومنا.
لكن كيف نتعايش مع العطش؟
كيف تشرح لطفل يبكي أن الماء "مقطوع من أيام"؟
كيف تُطهى الوجبات؟ كيف تُغسل الأجساد؟ كيف تُروى الحناجر؟

في بيوت كثيرة، أصبحت "قنينة الماء" أغلى من الأدوية، وأصعب من لقمة العيش.
نساء ينتظرن الوايت من الفجر إلى الغروب،
أطفال يحملون الجالونات بدلاً من الحقائب،
ورجال يعجزون عن توفير أبسط الحقوق لعائلاتهم.

جعار اليوم لا تطلب ترفًا،
بل تطلب حقًا بسيطًا.. نقيًا.. شفافًا:
قطرة ماء.

أين أنتم يا من تولّيتم أمر الناس؟
أين ضمائركم؟ أين وعودكم؟
جعار لا تطلب منّة، بل تسأل:
لماذا هذا الصمت؟ لماذا هذا التجاهل؟

الماء حياة،
وحين يُقطع الماء عن الناس، فكأنكم تقتلونهم كل يوم ببطء…
جعار تختنق، فهل من مجيب؟

لهذا نوجّه نداءً صادقًا إلى كل مسؤول ما زال يحمل ذرة ضمير،
وإلى كل منظمة إنسانية، وكل فاعل خير:

جعار اليوم بحاجة ماسة إلى تدخل عاجل.
نطالب بحلول دائمة، بمشاريع تحفظ كرامة الناس وتنقذهم من العطش اليومي.
لا تتركونا وحدنا نصرخ وسط الصمت.
ارفعوا العطش عن أهل جعار،
فوالله ما عاد في الصبر بقية…