الرؤية في القرآن الكريم: معانٍ متعددة ودلالات عميقة.!!
بقلم: منصور بلعيدي_
يُعدّ القرآن الكريم كتاباً معجزاً في بيانه ودقته اللغوية، حيث تتعدد معاني الألفاظ وتتنوع دلالاتها بحسب السياق.
ومن الألفاظ التي تحمل في طياتها معانٍ متعددة كلمة "الرؤية"، التي وردت في القرآن الكريم على ثلاثة أوجه رئيسية، لكل منها دلالة خاصة تثري المعنى وتعمق الفهم.
أول هذه الأوجه هو الرؤية بمعنى العلم. يتجلى هذا المعنى في قوله تعالى في سورة الفيل: (ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل)، حيث يُخاطب الله جل وعلا نبيه محمد ﷺَ بصيغة "ألم تر"، رغم أنه لم يشهد حادثة الفيل بنفسه، إذ وُلد في عام وقوعها.
هنا تأتي الرؤية بمعنى العلم والإدراك، أي: ألم تعلم بما حدث لأصحاب الفيل؟
فالمقصود هو الإخبار والمعرفة، لا الرؤية البصرية.
أما الوجه الثاني، فهو الرؤية بمعنى الظن. يظهر هذا المعنى في قوله تعالى: (إنهم يرونه بعيداً ونراه قريباً)، أي أن الكافرين يظنون أن يوم القيامة بعيد الوقوع، بينما يراه المؤمنون قريباً.
هنا، الرؤية تعني الظن والتقدير، لا اليقين ولا المشاهدة.
أما الوجه الثالث والأخير، فهو الرؤية البصرية، أي الرؤية بالعين المجردة. يتضح هذا في قوله تعالى: (لقد رأى من آيات ربه الكبرى)، في إشارة إلى المشاهد العظيمة التي رآها النبي محمد ﷺَ في رحلة الإسراء والمعراج وهنا في هذا السياق، الرؤية تعني المشاهدة الحقيقية بالعين المجردة.
وهكذا، يتبين لنا أن الرؤية في القرآن الكريم تحمل معاني العلم، والظن، والرؤية البصرية، بحسب السياق الذي ترد فيه.
هذا التنوع في الدلالة يعكس ثراء اللغة القرآنية وعمقها، ويدعونا إلى التأمل في معاني القرآن لفهم رسالته على الوجه الأكمل.
اذن الرؤية في القران الكريم على ثلاثة معاني رؤية بمعنى العلم ورؤية بمعنى الظن ورؤية بالعين المجردة وهي الرؤية البصرية..
فسبحان الله الذي انزل كتاباً محكماً آياته بكلمات ذات معاني ثرية ومتعددة .