المصداقية

المصداقية

كتب : حسين أحمد الكلدي 

يوجد في كل علاقات التعارف، إن كانت شخصية أو عملية، الكثير من العلاقات يسعى بها الجميع إلى الربحية بحيث يستفيد كلا الطرفين من الآخر، ولكن لا يحدث ذلك منذ منذ اللقاء الاول ، ويظهر ذلك بمرور الوقت عندما يشعر الطرفان بالرضا عمّا يقدمه كلٌّ منهما للآخر. وبهذه الحالة سوف تستمر تلك العلاقة وقد تستمر وقتًا طويلًا أو قد تكون قصيرة اومتذبذبة حتى يتم فهم كلٍّ منهما للآخر بشكل أكثر وضوحا  في هذه الحالة تبدأ بالظهور المرحلة الأخرى عندما تكون رغبة كلا الطرفين صادقة في استمرار العلاقة، ويعتمد ذلك على المصداقية. فعندما يحدث سوء فهم أو وجود قصر نظر في أي مرحلة، يمنع ذلك من أي استمرار او تطور لها. وهذه الحالة تحدث يوميًّا مع مندوبي المبيعات. قد يحدث تعامل مع أحد العملاء لفترة قصيرة ولكن عندما يسعى العميل بكل ما أوتي من قوة في الضغط للحصول على متطلبات كثيرة دون النظر في مايقدمه له المندوب وكلما أراد مندوب المبيعات تحسينها للاستمرار في تلك العلاقة، طمع به العميل وطلب منه المزيد من تخفيض السعر، فقد لا يحسب الحسابات الأخرى التي يقدمه ذلك المندوب لاستقطابه للعميل  والحفاظ على التعامل مع شركتهم التي تملك إمكانيات كبيرة ومتقدمة في توفير الخدمات المميزة والجودة والموثوقية والمصداقية في التعامل. وهذا يحدث في سبيل ان العميل يسعى الى توفير شيء يسير لا يُذكر من القيمة لما ياخذه  وفي الحقيقة نوضخ هنا انه لا يُقاس الربح أمام الموثوقية والمصداقية والجودة لهذه العلاقة، احيانا العملاء لا ينظرون إلى رضاء عملائهم لجودة المنتجات والخدمة التي تقدمها تلك الشركة ولا خدماتهم وموثوقيتهم وحصولهم على كل الطلبات في الوقت المناسب وهذا الصنف من العملاء يهدر الوقت في البحث عن القليل ويفرّط في الكثير، وبدلًا من ذلك الهدر للوقت في البحث عن مورد آخر، كان من الافضل له أن يلجأ إلى التفاوض والتوصل إلى تفاهم على شروط جديدة تفيد الطرفين. فإن العلاقات التجارية أو الشخصية والعملية تتطلب الصبر في بدايتها، فهي تشبه الزراعة، لا يمكن أن تزرع اليوم وتحصد غدًا. فالعلاقات السليمة يجب تنميتها فالربحية الحقيقية تأتيك من توسيع العلاقات مع العديد من الأشخاص او مندوبي الشركات يعني ذلك  أن تكون موثوقًا وجديرًا بثقة الآخرين، وعندما تكون صادقًا في مواعيدك والتزاماتك، تحصل على الفرص في العمل والعلاقات والدعم فذلك يزيد من تحسين سمعتك في محيطك الذي تتواجد فيه، وتحصل على كل هذا بصدق كلامك وتعاملاتك، والالتزام بمواعيدك ووعودك، وتحملك المسؤولية عن أفعالك. وعند التعامل مع الآخرين يجب أن تكون شفافًا، وتتجنب التحدث بسوء عن الآخرين، فالشخص صاحب المصداقية هو من يعكس تلك المصداقية في أعماله وتعاملاته التي يقدمها، إن كان قائدًا أو مديرًا أو عاملًا أو رب أسرة، فكل هذه الأفعال تعكس مصداقيتك. وقوله الله تعالى:“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ” [التوبة: 119] ويقول ﷺ: “عليكم بالصدق؛ فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يُكتب عند الله صديقًا.” وبكل صدق هذا كل ما نراه في الحياة يكون النجاح والفلاح في الدنيا والآخرة يتطلب منا العمل بصدق وأمانة وشفافية، والحفاظ على أنفسنا والآخرين بنفس الدرجة والمستوى في  التعامل ونُخطط للحصول على الفرص من خلال حسن تعاملنا مع الآخرين في الحياة الدنيوية الشخصية كلها. 

11/6/2025