وبدأ الشوط الثاني من المبارة !!!!
بقلم: د. سعيد سالم الحرباجي
هكذا يبدو سوق مروجي الإشاعات ..
وهكذا بدأى التسخين قبيل حسم الشوط الأخير من المبارة .
بالأمس حُسم الشوط الأول من المباراة والذي استمر لأكثر من عام بين كل من ( رشاد العليمي ، وأحمد بن مبارك ) وكانت النتيجة فوزاً ساحقاً لرشاد العليمي .
خلال ذلك الشوط الطويييييل انقسم الشعب الأبله إلى قسمين ...
قسم تخندق خلف العليمي ، وجهز عدته ، وحسم أمره ، ورصد ميزانية لشراء القات ، وكروت الشبكات للسهر في خندق المهاترات الليلية ، والجدل العقيم ووووو.
والقسم الآخر أعطى اليمين المغلظ أن ابن المبارك هو من سيحسم الصراع لصالحه ، وبنفس الوقت جهز ما جهزه فريق العليمي !!
وهات لك يا سهر إلى آخر الليل ، وهات لك يا كلام حالي ومعسول ، وهات لك يا مقالات ، وهات لك يا منشورات على جميع جبهات التواصل الاجتماعي ، وهات لك يا رد من هنا ، وتعقيب من هناك ووووو.
أصحاب الدفع المسبق _ والذين يقطنون في الغرف الفخمة ، والبردو المريح ، ويقبضون ثمن كل كلمة لها وزن في تحريك الجمهور _
مهمتهم تكمن في استقراء خلاصات ليلية لحصيلة نقاشات أولئك الأغبياء !!!
ثم يجهزون حطب الغد الذي سَيُوقَد لاستمرار الجدل العقيم وهكذا دواليك !!!
وبعد مرثون طوييييل أطلق الحكم صفارة النهاية بعد ضربة قاضية وجهها العليمي لخصمه وأخرجه من حلبة الصراع ..
هلل المنتصرون وبشروا بعهد جديد ، وموسم رغيد ، وعهد تليد.
وفي المقابل لم يبارح مناصرو ابن مبارك المعركة بل ظلوا ثابتين في خنادقهم...
يلعنون الحظ الذي ودف بقائدهم ويظهرون محاسنه ، ويستعطفون الجمهور بمظلوميته وأحقيته بالفوز ، لولا فجور الحكم ، وعدم إنصافه في إدارة المبارة .
وبينما كان جمهور المنتصر ينتظرون الوعود الجميلة ، ويتلهفون للولوج إلى العهد الجديد ، وبات المهزومون ليلهم ينتظرون الانتقام من العليمي !!!
لملم أصحاب الدفع المسبق أوراقهم ، وحملوا أمتعتهم ، وغادورا موقع المعركة في رحلة استجمام ليلتقطوا أنفاسهم ، ويروحوا على قلوبهم في منتجعات راقية ...استعداداً للشوط الجديد .
وخلال فترة الإستراحة تلك ، وانتظار نتائج الشوط الأول، وقطف ثمار الفوز .....تُرِكَت الساحة لمافيا المال ، وجشع التجار يعبثون بالمواطن عبثاً لااااايطاڨ .
وحال الأغبياء ...كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً!!!
اليوم حينما استشعر المخرج التململ من قبل أولئك المغفلين ....أعلن بدء الشوط الثاني من المباراة { كوسيلة لإلهائهم} .
بالفعل نسي الشعب المغفل الكذب الذي مُوْرِسَ عليه خلال الشوط الأول ، ونسي الوعود الفارغة، والشعارات الجميلة ، وترك الحديث عن تدهور العملة ، ووانقطاع الرواتب ، والهكرباء وغيرها ..
وبدأ بالاستعداد لمواصلة الاستماع للكذبة الجديدة معذرة ( الشوط الثاني) !!!
ويبدو أنَّ اللعنات التي لحقت بالعليمي قد أصابته ، وانقلب السحر على الساحر..
وهاهو ذا العليمي يترنح نتيجة ضربات موجعة توجه له من هنا وهناك .
وهاهم مروجو الإشاعات ، وآكلو السحت...
قد شرعوا في التسخين لبدء الشوط الثاني من المبارة ، وهاهم الجوعاء ، والأغبياء يستعدون لخوض الشوط الثاني ببطونهم الخاوية ، وفي حر الصيف اللاهب ، وفي ظل تدهور غير مسبوق على كافة صعد الحياة .
وكالعادة ...
يرمي الجالسون في المكيفات ، ومن أصابت بطونهم التخمة...
يرمون الإشاعة ، فيتلقفها الأغبياء كما تتلقف النار الهشيم ، وكل فريق يكيٌَف الوهم الفارغ لصالحه ، ويبدأ بالاستماتة لوهمه وهواجسه
ويشرع في مقارعة خصمه بجدل عقيم ، ومراء سقيم ، وتهم باطلة ووووو.
لكن يبدو أنَّ معركة اليوم - بحسب مصادر مروجي الإشاعات - قد حُسِمَتَ فيما يخص العليمي ، وانتهى أمره { والعهدة على الراوي } .
ولذلك الشوط الثاني اليوم مختلف تماماً عن الشوط الأول .
هذا الشوط عنوانه { من سيسبق إلى كرسي الحكم } .
لذلك كل طرف يجند أنصاره أنه هو من سيسبق.
وهذا ما نقرأه من خلال حرب وسائل التواصل الاجتماعي.
بالأمس بينما أكملت صلاة الظهر في المسجد ، إذ بي اسمع الأصوات ترتفع في المسجد ، والنقاش يحتدم بين مجموعة من المصلين .
قال أحدهم : لقد تم التوافق على أن يكون الرئيس ( أبو زرعة ) أنتهى الأمر .
رفع آخر صوته قائلاً : السعودية استدعت العرادة والزبيدي ..سيتم تكليف العرادة خلفاً للعليمي ، والزبيدي نائباً له .
صرخ ثالث قائلاً : أحمد الميسري خلفاً للعليمي
وعيدروس والعرادة نائبان .
وتقدم رجل كبير في السن من أقصى المسجد يجر رجله العرجاء قائلاً: سيكون عنوان المرحلة الجديدة الرئيس علي ناصر محمد.
واحتدم النقاش ، وارتفعت الأصوات حتى اضطر قيم المسجد أن يطفأ المكيفات ، ويصفَّق بيديه للخروج .
انصرف الناس وخرجوا من المسجد ، وأما الأغبياء وبعض المتعصبين واصلوا الجدل وهم واقفون في حر الشمس ، كل يريد أن ينتصر لرأيه .
{ للأسف تحصل كل هذه المعارك الهزلية...
في الوقت الذي يعصر الجوع بطون الجميع ، وتكتوي أسرهم بلسع الحر الشديد نتيجة انقطاع الكهرباء ، وربما لا تجد أسر الكثير من هؤلاء المتحاربين ما يسد رمق العيش}
وهذا ما يريده المخرج بالضبط !!!
يريد إلهاء الشعب بترهات ، وإشاعات ، وصراعات وهمية ، عبثية . ....حتى يستضي هو وزبانيته لشفط موارد الدولة ، والعبث بمقدرات الشعب .
{ لسان حاله : احتربوا ، تصارعوا ، عيشوا أحلام اليقظة ، اقتاتوا الأماني الفارغة ، امتشقوا السيوف القاتلة ، احملوا النبال الخارقة }
أما نحن فلنا الفلل الفارهة ، والأموال الطائلة ، والسياحة الوادعة ....
( فعيشوا حياة الوهم)
السؤال الذين يوجه إلى أولئك ، وهؤلاء..
ما هو العائد الذي جنيتموه من التعصب لزعطان أو فلتان منذ الاستقلال وحتى اليوم ؟؟!!!
والذي وصل في بعض الأحيان إلى القتل ؟
لماذا ترضون أن تكونوا وقود حروب عبثية ، ومطايا مهاترات ليلية فارغة ؟
لماذا تعادون بعضكم بعضاً ، ويجني ثمرة تلك السلوكيات القبيحة غيركم ؟
لقد أصبح واضحاً وجلياً أنَّ كل الشعارات التي تُرفع منذ فجر الاستقلال وحتى اليوم (باسم الوطنية ، والقومية ، والعروبة ، والأممية )
مجرد شعارات جوفاء ، بل قفازات قذرة استخدمت لتغطية تلك الأيادي النجسة التي تسفك دماء الشعب .
للأسف باعوا الوطنية بثمن بخس ، وذُبِحَت المبادئ على خشبة المصالح ، ونُحِرَ المواطن على خيبات القيادات .
فمتى يعي الشعب أنَّ مصلحته تكمن
في قيمة الوعي الجمعي بأهمية توحيد الصف ، وجمع الكلمة ، وتحديد الأهداف ، ووضوح الغايات ، والبحث عن المصلحة العلياء للوطن ، والمواطن
أعتقد أنَّ الشعب جرب الكل ، واكتوى بنار الجميع .
فهل يستفيق اليوم ويعي المخطط الذي يدبر له ، ويردم هوة الخلاف الغير مبرر ؟
نحن بحاجة إلى ثورة وعي .