الخطيب السلفي الذي طرق أهم قضية تؤرق المجتمع في خطبة الجمعة.

بقلم: _منصور بلعيدي_  

تحدث خطيب جامع مدينة التوحيد في زنجبار، الشيخ منيف دهمس، في خطبتي الجمعة اليوم عن قضية هامة ومفصلية تؤرق المجتمع وتغض مضاجع الناس، وتنشر الخوف والهلع في الأوساط الاجتماعية.  

إنها قضية الثارات التي حولت مدينة زنجبار، عاصمة المحافظة، إلى مسرح لصراعات عبثية، في ظل غياب شبه تام للأمن، مما شجع الخارجين عن القانون على ممارسة سلوكياتهم الجاهلية، دون رادع. 
هؤلاء لا يمتلكون الشجاعة أو حتى السلوك القبلي الأصيل، وإلا لجنبوا المدينة صراعاتهم العقيمة، ووجدوا من يبحثون عنهم في أماكن أخرى بعيدًا عن المناطق المزدحمة بالسكان.  

الأمن قبل الإيمان .
أكد الشيخ منيف أن الحياة لا تستقيم إلا بوجود الأمن والأمان، وفقدانهما يجعل الحياة قاسية، والمعيشة صعبة. 
وشدد على أن الإسلام جاء لينهي السلوك الجاهلي الضار، وعلى رأسه الثارات، التي وضعها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم تحت قدميه، باعتبارها من عادات الجاهلية التي يجب تركها والابتعاد عنها.  

واستشهد الشيخ بالآيات والأحاديث التي تؤكد نعمة الأمن وضرورته للحياة العامة ومنها قوله تعالى:  
"أولم يروا أنا جعلنا حرماً آمناً ويتخطف الناس من حولهم، أفبالباطل يؤمنون وبنعمة الله يكفرون" 
العنكبوت: 67 
وفي موضع آخر، قال الله تعالى:  
"وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمناً..."، داعيًا إلى أن يكون الأمن قبل الإيمان، لأنه يمثل استقرار الحياة وطمأنينتها.  

كما أشار إلى قوله تعالى:  
"...فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف"، مؤكدًا أن نعمة الأمن لا تقدر بثمن، ويجب على الناس شكر الله عليها. 
 
وذكر الشيخ أن قريش ، كانت تنعم بنعمة الأمن، رغم ما كانت تعيشه الجزيرة العربية من ثارات وفتن، حيث قال الله تعالى:  
"...وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً".  
مما يدل على ان الله امنهم وهم في بيئة تموج بالحروب. 
وفي الحديث الشريف، قال النبي صلى الله عليه وسلم:  
"من كان آمناً في سربه، معافاً في بدنه، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها".  

الأمن، إذن، هو أساس الحياة، ويأتي في مقدمة الأولويات، قبل حتى عبادة الله، لأنه يضمن استقرار المجتمع وسلامة أفراده.  

*من المسؤول عن أمن زنجبار؟!* 
وفي سياق الحديث عن الوضع الأمني في زنجبار، فأن السلطات المحلية تتحمل المسؤولية الأولى في بسط الأمن، فكل الوسائل متوفرة لديها، من مخصصات ضخمة من عائدات الجبايات، وتعاون المواطنين، وتلاشي القلاقل السياسية..لكننا نرى تقصيراً واضحاً في القضية والامنية. 

ومن اجل ذلك، تقع على عاتق المشايخ والوجاهات القبلية لال فضل  مسؤولية كبيرة في اتخاذ الإجراءات اللازمة لردع المتطفلين، وحماية أمن واستقرار المدينة، ولاتعفى بقية الوجاهات الاجتماعية في القبائل الاخرى من دعم اي اجراءات حازمة لوقف هده الفوضى العبثية داخل المدينة باعتبارها عاصمة الجميع ..

ونشير هنا إلى حادثة مؤلمة وقعت أمس، حيث أصيب طفل (ابن المسيري) وطفلة أخرى، دون ذنب، نتيجة أعمال عنف وفوضى، 

وهدا يتطلب وقفة جادة من قبل السلطات الامنية والوجاهات لاتخاذ قرارات رادعة، لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث، فهي مسؤولية أخلاقية لا ينبغي التهرب منها.  

وفي ختام خطبته دعا الشيخ منيف دهمس الجميع إلى العمل على تعزيز الأمن، وتوحيد الجهود، من أجل أن تعود زنجبار إلى سابق عهدها مدينة آمنة ومستقرة، تليق بمكانتها، وتحفظ أمن وسلامة أبنائها.