لا تؤجلوا الحب… فقد لا يتسع الوقت
قبل نحو عام حدثت مشكلة بيني وبين ابني المراهق حين عثرت على علبة سجائر في غرفته
قاطعته أسبوعا كاملا لم أكلمه فيه رغم اعتذاره المتكرر ومحاولاته للتقرب وطلب السماح
أصر زوجي أن أسامحه وقال إنه مراهق طائش لا يقدّر حجم الخطأ
لكنني كنت مصرة أن ألقنه درسا قاسيا
حرمتُه من المصروف ومن الحنان ومن حضني الذي كان يلجأ إليه
كنت أتعمد تجاهله وكأنه غير موجود، في أحد الأيام دخل عليّ ونظرات الحزن تملأ عينيه
كان مكسورا بطريقة لم أفهمها إلا بعد فوات الأوان، قال لي يمه سامحيني والله ما عاد أكررها، لكنني بعناد الأم المتجبرة رددت عليه
خلاص تعتذر لي قدام أبوك وإخوانك وبعدها يصير خير.
نظر إلي نظرة لن أنساها ما حييت، ثم خرج من باب البيت ولم أره بعدها أبداً، بعد ساعة واحدة فقط جاءنا الخبر
حادث مروري مفاجئ أودى بحياته، أتدرين ماذا وجدوا في سيارته؟! باقة ورد، ومكتوب في بطاقتها، سامحيني كله إلا زعلك، مر عام على رحيله ولا زلت لا أستطيع مسامحة نفسي
تأنيب الضمير ينهش روحي ونظراته لا تفارق خيالي، أتعالج نفسياً اليوم، لكن لا دواء ينهي هذا العذاب، فقد خسرته بقسوتي عندما كان يستجدي العطف، وأنا أرفضه.
العبرة من القصة:
لا تؤجلوا مشاعركم ولا تبخلوا بها على من تحبون، فقد يزوركم من لا يطرق باباً ولا ينتظر إذناً ليدخل، يأتي فيخطف روحاً كانت تنتظر منكم حضناً وكلمة طيبه، الفراق لا يمنح فرصة للاعتذار ولا وقتاً للوداع..
طوفان _ الاقصى 7 / أكتوبر/2023م نتذكره ولا ننساه.
انتظروني في الجمعة القادمة إن شاء الله، ومع قصة جديدة من قصص الماضي والحاضر...
جمعتكم جمعة خير وبركة عليكم، وجمعة صدق ومحبة، وجمعة نصر وتمكين لإخواننا في فلسطين، وفي غزة خاصةً، وجمعة أخذ العبرة والعظة.