ما أقسى أن يتحوّل الماء من حقّ إنساني إلى حلم بعيد المنال

بقلم: موسى المليكي.

في مشهد مؤلم يهزّ القلب، سجد مواطن في تعز فرحًا بنزول المطر، وكأنّ السماء وحدها هي ما تبقّى من رحمة تعانق الأرض. هذا السجود لم يكن مجرد فرحة، بل كان صرخة مكبودة، تختصر سنوات من العطش والمعاناة، وتكشف قسوة الحياة التي يعيشها أهل تعز في ظل شحّ المياه وارتفاع أسعارها بشكل جنوني.

في مدينة يُفترض أن تنعم بالحياة، صار الماء أغلى من الذهب، يُباع بضعف القدرة، ويُطلب بالدَّين، ويُختزن بوجع. ما عاد الناس يحتفلون بالرفاهية، بل صار المطر عيدًا، وقطرة الماء أمنية.

هكذا يُجبر الناس على السجود، لا طاعةً، بل قهرًا، وفرحًا بالحياة التي تأتي من الغيم لا من الحكومات.

إلى متى سيظل الناس في مدينة تعز يعانون من فقدان الخدمات العامة خصوصاً أزمة مياة خانقة أسبابها متشابكة فالمصادر الطبيعية شحيحة أصلاً والمياه القادمة من الضباب سطحية لا تدوم إلا مع موسم الأمطار فيما الأمطار هذا العام شحيحة جداً ومع ذلك وبينما تقف المدينة على حافة العطش يتصاعد خطاب دعائي يستشمر وجع الناس محاولاً إلقاء اللوم على القوى الوطنية.