أنا والوظيفة
نظرتُ إلى وظيفتي التي كنتُ بها منذ سنوات مضت، وكان ذلك في بداية العام 1980م من القرن الماضي، عندما كنتُ أستاذًا في مدرستي التي درستُ فيها الابتدائية، ولكني عدتُ إليها مُدرّسًا أثناء الخدمة المدنية. ولكنني وجدتها قد تطوّرت وخطت خطوات إلى الأمام، وصارت لديها صفوف متعددة المستوى إلى الإعدادية. وكانت وظيفتي فيها أقوم بتنفيذ برنامج التدريس اليومي بدقة متناهية، نظرًا لشغفي بمهنة التدريس. وبعد انتهاء الدوام اليومي في التدريس، كان لي عملي الخاص في الدكان الذي أملكه في السوق، وكنتُ أحرص على تأدية عملي فيه بأكمل وجه، كما هو في وظيفتي التي أتقاضى عليها مرتبًا مبدئيًّا زهيدًا لا يوفر لي أدنى مستوى من المعيشة. وكان المقابل الذي أحصل عليه من أعمالي الخاصة مجديًا للغاية أثناء ممارسة عملي التجاري، وكنتُ أحرص على النمو باستمرار، وعندي القدرة على تطوير نفسي بكافة المجالات التي أطرقها. وكنتُ أرى ذلك الإنجاز كبيرًا جدًّا في نظري، فأنا بطبعي أؤمن بتطوير الذات منذ الطفولة،فقد مارست عدة اعمال اثناء دراستي في الابتدائية والإعدادية ومن ثم بالثانوية العامة وعندما تم نقلي إلى منطقة أخرى في ذلك الوقت مما اضطرني ذلك الى السفر خارج البلد وعندما وصلتُ إلى المملكة العربية السعودية مغتربًا لأول مرة، حاولتُ تكرار تلك التجارب التي اكتسبتها في طفولتي عندما كنتُ موظفًا، وتبادر إلى ذهني مقولة ألبرت هوبرت: "إذا كان ما فعلتَه بالأمس لا يزال يبدو كبيرًا في عينيك، فأنت لم تُنجز الكثير اليوم."
وقال المهاتما غاندي: "إن الفرق بين ما نفعله وما نحن قادرون على فعله يكفي لحل مشكلات العالم كله."
وذلك هو مدى قدرتنا الكامنة، وكل ما علينا فعله هو الاستمرار في التعلم أكثر، ونكبر أكثر لنصبح أفضل. إن الاستثمار في التطور الذاتي هو استثمار حقيقي في قدرتك وقدرتك على التكيّف. لا يهم كم يكلفك الاستمرار بالنمو والتعلم، فما يكلفك حقًّا هو عدم فعل شيء. قال فرانكلين: "عندما تُحسن من نفسك، يصبح العالم أفضل. لا تخف من التطور ببطء، ولكن تخوف من الوقوف بلا حراك." ومن أسرار النجاح أن تُصبح اليوم أفضل، فلذا تعلّم باستمرار لتصبح في الغد أفضل. تعلّم حرفتك، وتعلّم عملك، وأتقنه، لأنه لا يوجد أفضل من اليوم لتصبح غدًا افضل وخبيرًا بعملك وحرفتك، فأنت تتمنى يومًا لو أنك بدأت مبكرًا. فقد يسأل أحدهم نفسه: كيف أنمّي عملي؟
في الحقيقة، هو أولًا أن تُنمّي نفسك على المستوى الشخصي، وهذا هو السبيل الوحيد لتنمية الشركة التي تعمل بها أو المؤسسة، وأيضًا عندما تريد تنمية الموظفين. وهذه الطريقة الوحيدة هي أولًا تنمية القائد. فلهذا ساعد زملاءك في العمل وموظفيك لكي يحترموك ويتبعوك. فكيف يكون لك ذلك؟
في الحقيقة، هو أنك اذا قمتَ بمساعدتهم على الفوز والنجاح، وبهذا تكون قد ساعدتَ نفسك، وليس الشركة أو المؤسسة فقط. وهذا يُعتبر تحدّيًا كبيرًا، لكنه بالتأكيد يستحق المحاولة والتضحية.فمن خلال خبرتي الطويلة، واختلاطي بمختلف الجنسيات، وتعدّد الأعمال المماثلة أو المشابهة، فقد مارستُ نفس الطرق التي شرحتها آنفًا ولكي أُطوّر نفسي أولًا، ولهذا لا زلتُ في تطوير ذاتي إلى يومنا هذا.
19/7/2025