القائد ناصر شيخ السعيدي أوجعنا رحيلكم المبكر

القائد ناصر شيخ السعيدي أوجعنا رحيلكم المبكر

(أبين الآن) كتب | عباس ناصر السقاف

كما هو معلوم أن مآثر الشخص لا تحسب بطول السنوات التي عاشها ولكن تحسب بما استطاع أن يترك من بصمات طيبه على صعيد مجتمعه أو وطنه فالذاكره الجمعية هي افضل الأسفار المدونة للتاريخ.

 

فقيدنا القائد ناصر شيخ السعيدي رغم حداثة عمره وقصر الفترة التي تولى فيها قيادة إحدى التشكيلات الأمنية الجنوبيه التي تم إنشائها بعد التحرير وعلى عجل في ظل غياب تام للدولة والنظام، وهذه اولى واصعب المهام التي تختبر القائد على الأرض بأن يوجه ذلك التشكيل في خدمة المجتمع والدفاع عنه أو الذهاب بها في طريق الاستقواء والظلم والجبايه.

 

والقائد ناصر شيخ استطاع أن يحدد طريقه بوضوح دون لبس فكانت اولى مهامه حماية مجتمعه من قوى الإرهاب التي كانت تتحرك وفق اجنده سياسيه موجهه لضرب سكينة المجتمع الجنوبي.

لاحق الإرهابيين الذين يقتلون الناس في الطرقات واستطاع أن يداهمهم في اوكارهم وقبض على كثير منهم، حيث كانت ردة فعل قوى الإرهاب عنيفه...وكان ناصر شيخ السعيدي مطلوب تصفيته على وجه التحديد من خلال المفخخات التي هوجم في أحد مواقعه وراح ضحيتها شهداء وجرحى أو من خلال الهجمات المباشره لأكثر من مرة خلفت عدد من الشهداء.

 

وثبت القائد ناصر شيخ السعيدي وجنوده في مواقعهم رغم الانتكاسات التي أصابت الحزام الأمني بداية من إعلان قائد المنطقه الوسطى موالاة الشرعية والذهاب بالامداد والعتاد ثم تقطيع أوصال الحزام إلى مناطق وفصلها عن قائد الحزام في المحافظة الشهيد عبد اللطيف السيد وهذا ما ترك الحزام في المنطقه الوسطى في موقف لا يحسد عليه...وهنا تبرز جسارة القائد ناصر شيخ في التعامل مع الإرهاب بإمكانات شحيحه وفي منطقة مفتوحة والاحتفاظ بجاهزيته 

و لم يقف القائد ناصر شيخ السعيدي عاجزا بل كان مبادرا في إطفاء الفتن التي كادت أن تحدث بين الحين والآخر لعدة اسباب فتراه مصلحا اجتماعيا من الطراز الأول، ولاتسمع عن أي اشكال يحصل في منطقة دثينه إلا وتجد ناصر شيخ حاضرا، إضافة للموهبه التي يمتلكها في فن القيادة والتي وهبها الله له... فهناك عوامل أخرى جعلت القائد ناصر شيخ السعيدي متميزا ومترفعا عن الصغائر ونظيف اليد وصاحب ثبات على قضايا الوطن ومنها العوامل الإجتماعية أنه ينتمي لبيوت أحد المشيخات المشهود لها بالاصلاح ، كما أن ثباته في قضايا الوطن امتداد لأحد أقطاب الحركه الوطنيه الجنوبيه فعمه المناضل الوطني المشهور علي شيخ عمر .

رحيل القائد ناصر شيخ السعيدي في هذا الوقت والوطن يعيش فترة غياب دولة يجعلنا نشعر بألم فراق ناصر مرتين الأولى أننا باشد الحاجه لأمثال ناصر، والألم الثاني أن ناصر مازال في أوج نشاطه وشبابه..ولكننا نقف أمام حقيقة الموت التي لامفر منها، بأن ندعو الله أن يتقبله شهيدا لان المرض الذي أخذ ناصر شيخ من الأمراض التي بشر بها الرسول عليه الصلاة والسلام أن من مات بها يحتسب عند الله شهيدا.

 

رحمك الله ايها الشهيد الشاب وانا لله وانا اليه راجعون..

منصب دثينة