أزمة ضمير .. وفساد أخلاق

ما يزعجنا حقا، ونحن نتحدث عن أزمة الضمير وآثارها على المجتمع، أن الأمر لم يتوقف عند غياب الضمير عن حياتنا المادية، وإنما طال منظومة القيم والثوابت الأخلاقية, بعد أن رأينا انتهاكات للخصوصية، وتقطع للأرحام، وكثرة للجرائم العائلية، وعقوق للوالدين، وتزايد آفات الجحود والنكران.

إن أزمة الضمير هي سبب كل السلبيات والمشكلات التي تحدث في مجتمعنا, وجعلت الكثير لم يعد يفرق بين التجارة والنصب, وبين الشطاره والنهب , وبين الكسب والسلب , مما زاد من انتشار ظواهر غير حميدة كظاهرة المستريح والجشع والنصب، وازدواج المعايير، ووقوع البعض ضحية الطمع، وأوهام الكسب والثراء السريع

 لذلك نعتقد أن السبب يرجع الى تدهور منظومة القيم وغياب الإنسانية التى نتج عنها التشريد والقتل والظلم والاحتلال، لتصبح الإنسانية في حقيقة الأمر مهددة, وسط تحديات وأخطار  جسام، لغياب الضمير الذي به تستقيم الحياة، ويتحقق العدل الانساني.

و التمسنا معالم ظاهرة أزمة موت الضمير في صنفين كانا هما السبب الاكبر في زيادة المعاناة,والتي كانت أبرزها: بين المشتري و التاجر, وبين المسؤول والمواطن,,فالصنف الأول : التاجر قام باستغلال الوضع وغفلة المستهلك فاحتكر السلع وزاد في سعرها تحت مظلة ارتفاع صرف العملة , والصنف الثاني : المسؤول لم يعي مهامه ولم يستوعب ويفكر بحزم وجدية في اعمال مشاريع تخدم الوطن والمواطن, بل جعل مصالحه الشخصية فوق الجميع. 

ختاماً.. نتمنى أن نرتقي بضمائرنا الحية إلى مجتمع يقلع بعزم وحزم و نهائيا عن الرشوة والتملق و النفاق و والخنوع والاستسلام…

الى ذلك الحين دمتم يا أهل الضمائر الحية خير سند لهذه الأمة....