لا يسمع الجائع حتى يشبع!
بقلم: حسين السليماني الحنشي
قال الله تعالى [الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف]
جعل الله الجوع يسبق الخوف؛ لأن الجائع لايسمع ولا يطيع فكل قواه منهارة ، وهذه سنة الحياة أن تكون الناس سواسية في هذا الحياة، حتى يتم الأخذ والعطاء، ولاتكون هناك طبقات، بعضها فوق بعض، طبقة مستغلة ومتنفذه وطبقة مسحوقة، وللأسف الشديد، أن القيادات مع الطبقة التي فوق وتسمى الطبقة الأولى.
دائماً نسمع ونردد العدل أساس الملك، فأي عدل نعيشه اليوم، بل هو عدل الغاب الذي تفرضه القوة، وهي والحاجز المنيع لقيام دولة العدل!
إن الواقع اليوم يثبت غير ذلك، فهناك المنتزهات الوطنية والشواطئ الوطنية والسكن الحكومي والخاص، إلى جانب الثروات الطبيعية والمناظر الخلابة، كلها للطبقة الاولى وهي الحاكمة، ونحن فقط نشاهد ولانحرك ساكناً.
إننا نبحث عن رغيف الخبز وعن الماء والكهرباء والخدمات العادية، بينما اليوم تتسابق الأمم مع الحداثة، فلا تجد اليوم في مجتمعنا الطبقة الوسطى، ومع نهايتها يتم قرب نهاية المجتمع، حتى التلاميذ كان زمان يتنمى أحدهم مستقبله، بأن يكون، معلم، طبيب، مهندس، تاجر، إداري، عسكري ... واليوم يتمنى التلاميذ أن يكون أحدهم مسؤولاً، فتسأله لماذا، فيقول: حتى استطيع ان أملك الأموال وبناء منزلي وسط الأحياء السكنية المرموقة والمتوفرة بها كل الخدمات...
لاتبعدوا كثيراً ياحكامنا أننا حينما نسمع تصريحاتكم لانصدقها؛ لأننا نفكر بالخبز الذي لم نشبع منه...
أنكم لاتملكون من هذا الوطن غير ما تملونه للمطبلين...
صوتكم اليوم مردوداً عليكم ليس له صدى في سماء الفقراء والمساكين وأبناء الشهداء...
واليوم أصبح المسؤول يلد مسؤولاً والمنطقة المتنفذة تلد أهلها فقط. والفقير لا يلد إلا الفقير...
إن خطاباتكم التي تذكرون فيها بأننا نعيش أزمات فرضتها علينا القوى المهيمنة على القرار الداخلي والخارجي، من المتآمرين على هذا الوطن، فأصبحت خطاباتكم مكشوفة حينما صرتم تلبسون ربطة العنق، إن كلماتكم وأنتم ترددون: اصبروا أيها الشعب الأبي، إن جوكم سيسجله التأريخ أنه جوع من أجل الوطن. هذه لا نسمعها كما كنا نصدقها ونصفق لها...
إن الرسول صل الله عليه وسلم، كان بين رعيته يربط الحجر على بطنه، وكذا الرعية تنظر إلى قائدها وهو يتألم مثله مثل رعيته...
حتى لانبعد كثيراً ، فقد خرجت مسيرات جماهيرية، تطالب بتخفيض الراتب...
لأنها تنظر إلى قيادتها الرشيدة تعيش نفس المعاناة!
إنها مفارقات عجيبة وغريبة، حينما تشاهد ثوار اليوم ومسؤولي اليوم، وتقارنهم بثوار وقيادات الماضي، وكأن ثوار اليوم وقياداته كعارض أزياء كل يوم بملابس صيفية جميلة وألوان زاهية ، وشتوية ذات جودة عالية وبأسعار تفوق الخيال، فهل هذا أيضاً من أجل الوطن؟!
إننا لا نقبل هذا الخطاب المعتوه، وكل همه في إشباع معدته، نحن نبحث عن الخبز والدواء ، وهو ينصحني بأن أصبر على الجوع وهو يتمتع بكل الملذات، ونحن لانبحث عنها ولا عن الكماليات إنما نريد أن نشبع يوماً واحداً من الخبز.
انظروا كم هي رواتب الموظفين حقيرة أمام الأسعار ؟
أصبح الموظفون وضباط الجيش وجنوده هم أقل طبقة بل هي الطبقة المسحوقة...
أمام المتشدقين بالوطن والوطنية!
فلا يسمع الجائع من أبلغ الخطباء حتى يشبع....!