وادي حضرموت.. موسم التمور موسم الخير والذهب الحلال

يُعدّ موسم التمور في وادي حضرموت واحدًا من أبرز المواسم الزراعية التي تحتل مكانة اقتصادية واجتماعية كبيرة عند السكان.

وتمتد هذه الظاهرة السنوية من أعماق التاريخ حتى حاضرنا، لتُجسّد ارتباط الإنسان الحضرمي بأرضه ونخيله، في طقس سنوي تتجلى فيه مظاهر العمل الجماعي.

ويبدأ الموسم مع نضج الثمار في بداية يونيو، حيث تبدأ علامات النضج بالظهور على النخيل في وادي حضرموت، لا سيما في المناطق ذات المناخ الحار مثل سيئون، شبام، تريم، القطن، ودوعن، حيث تميل العذوق في إشارة إلى اكتمال النضج.

ومن أشهر الأصناف المحلية: "المديني"، "المجراف"، "الحمراء"، و"السريع"، وكل نوع يتميز بخصائص مختلفة في المذاق وسرعة النضج.

ومع بداية الموسم، تنتعش أسواق المدن الرئيسية، حيث تُعرض أصناف التمور بأسعار متفاوتة حسب الجودة والكمية.

وتشهد الأسواق إقبالًا من المشترين من داخل حضرموت وخارجها، مع تحركات محدودة للتصدير الخارجي، خصوصًا إلى المهرة وعدن والمكلا.

ويشكّل موسم التمور مصدر دخل مباشر لمئات الأسر، ويعتمد عليه كثير من صغار المزارعين لتغطية نفقاتهم السنوية.

وقد بدأ في السنوات الأخيرة الاهتمام بإقامة مشاريع صغيرة لتحويل التمور إلى دبس وحلويات محلية، ما يشير إلى تطوّر نسبي في الصناعات الغذائية الريفية.

ويمثل موسم الخريف في وادي حضرموت محطة حيوية سنوية، لا تعكس فقط جمال الطبيعة وكرم الأرض، بل تجسّد أيضًا صبر الإنسان الحضرمي وإصراره على استثمار كل ما تتيحه الأرض من رزق.