غزة تموت جوعاً.. والعالم يموت صمتًا

لا شيء يشبه الموت البطيء سوى ما يحدث الآن في غزة، كل مصائبنا في اليمن من حرب وشتات وفقر هانت وصغرت إذا ماقارناها بما يحدث الآن في غزة،
 مدينة محاصرة ممزقة من كل الاتجاهات، غزة.. تقف عند حافة الفناء تنظر وترقب العالم لنجدتها فتجده واقفًا على الرصيف مستمتعًا بما يجري، يراقب بصمت ثقيل لايقل عن الجريمة ذاتها.

في غزة لم يعد الجوع مجرد شعور في المعدة الخاوية!، بل أصبح وجهاً باهتًا لطفل لم يعرف طعم الخبز منذ أيام، صوت أم تهمس في أذن صغيرها أصبر سيأتي من العرب لينقذنا، وهي تدفن دمعتها في ظلمة العجز وخذلان العالم، ومع علمها يقينًا بأن لايأتي أحدًا.
 
"آية" طفلة عمرها 8 سنوات، تسكن في أحد أحياء غزة الشرقية، لم تأكل سوى القليل من العدس منذ أربعة أيام فقط سأكتبها عددًا قبل 4 أيام، في الليلة الأخيرة "الخامسة" سقطت مغشياً عليها، نقلها والدها إلى المستشفى، ليجد المشفى هو الآخر يشكو من شح الأدوية ومن انعدام الحليب ولا أجهزة، قال له الطبيب بنبرة خافتة "طفلتك ضعفت من الجوع... وليس بيدنا شيء  نقدمه لها سوى الدعاء فقط".
"آية" تمثل وجهًا من وجوه غزة، وغزة تمثل فصلًا من فصول الإنسانية المنسية.

الأسواق خاوية والبطون فارغة، والشوارع هادئة كالموت أو قريبة منه، حتى صراخ الأطفال بات همسًا من شدة الجوع ومن كثرة البوح والنداء و (اسلاماااه)، ومن المفارقات المؤلمة أن "صمت" العالم كان أعلى صوتاً من صراخهم.

هل كُتب على غزة أن تجوع لتبقى صامدة؟ وهل جُبلت على الموت لتكون حية؟، أين العرب وأين المسلمين؟!، هل أخطأت "حماس" بهجومها الغير مدروس على إسرائيل ؟ ربما أخطأت لكن لايسمح لنا أن نصمت ونعاقب شعب "القطاع" بحجة خطأ فادح من الحركة، أين الدعاة والعلماء والمشاهير العرب والمسلمين مما يجري بالقطاع لماذا هذا السكوت المطبق المغلّف بالتلذذ مما يحصل!!
لا شيء أقسى من هذا الصمت المريب العجيب... صمت العالم، وصمت الضمير العربي القومي، وصمت الأشقاء المسلمين؟! شيء يدمي القلب حقًا، لايريدون دعاء فهم أقرب منكم إلى الله، ويدعونه أكثر منكم، ولكن اغيثوهم وقدموا لهم الغذاء والدواء وسجلوا عند الله موقف يذكروكم به يوم يجتمع الأشهاد..