بإختصار شديد اذا ارادت الأمة ان يغير الله حالها  "فلتراجع أمر دينها" قضي الأمر..

إن الناظر والمتفحص لحال الأمة اليوم وماتمر به من ازمات ونكبات ومن ضعف وتسلط الأنظمة الفاسدة على الشعوب وفساد او جور بعض الحكام وخنوعهم لسياسات الغرب المتآمرة على الأمتين العربية والإسلامية ومقدراتهما ومايحصل اليوم من حصار ودمار وعملية تهجير ممنهجة لأهالي قطاع غزة لهو أكبر دليل على هذا التآمر والسكوت الذي اوصل هذه الأمة الى هذا الذل من الإنكسار والإنحطاط وتسلط الأعداء عليها .

وقس على ذلك مايحدث اليوم في بلد الإيمان والحكمة اليمانية وبالذات في جنوبه العربي الذي يكتوي ويصطلي شعبه بنار النكبات وبجحيم الأزمات طيلة عقود من الزمن لم ينعم  شعبه خلالها بالراحة والطمأنينة والتطور يوما وإنما حروب وصراعات وافتعال ازمات وتصفية حسابات وإستحواذ تام وشامل على مقدرات وخيرات هذا الشعب الذي اصبح يكدح ويكدح لبتحصل على لقمة يسد بها رمق جوعه في بلد هو من اقنى دول العالم في المنطقة ثروة... الخ

وكل هذا بإختصار شديد يجعل المرء منا يتفكر ويتأمل قليلا في حديث الحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه والذي لاينطق عن الهوى عندما أكد وصور لنا الحبيب المصطفى ماوصل اليه حال الأمة في اخر الزمان والمعني به زمننا الحاضر هذا بسبب بعدها عن دينها وعدم تمسكها  بالإسلام التمسك الصحيح والذي اصبح اليوم فقط مجرد إسم ورسم  فقط وشعار نتغنى به ومدون في هويتنا الشخصية ( انا مسلم ) والذي اصبحت السنة فيه بدعة والبدعة فيه سنه واصبح الحق فيه باطل والباطل يراد به حقا يوم ان انتشرت وسط الأمة الرذيلة والمجون تحت العديد من الشعارات والمسميات ولذلك فلما أن غيرت وبدلت وابتعدت الأمة عن تعاليم الإسلام الجمة ابتلاها الله بالسنون وسلط الله علبها ظلم وجور الحكام وغلاء المؤن وهذا مانجده اليوم ونعانيه من الوضع المعيشي الصعب والغلاء الفاحش وكثرة الأوبئة وهذا الأمر ليس ببعيد عنا في هذا الزمان من كثرة إنتشار الأوبئة والأمراض وكما أنه يحبس الله عنهم المطر في أوانه وينزله في غير اوانه وهو القحط بعينه والجفاف الذي اصاب بعض المدن والمناطق اليوم . 
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يأتي زمان على امتي لايبقى من الإسلام إلا رسمه ، ولا من القران إلا رسمه ، همهم بطونهم ، ودينهم اموالهم السنة فيهم بدعة والبدعة فيهم سنه لايعبدون الله إلا في شهر رمضان فإذا فعلوا ذلك إبتلاهم الله بالسنون
قيل وما السنون يارسول الله قال ؛ جور الحكام  وغلاء المؤن وكثرة الأوبئة ويحبس الله عنهم المطر في اوانه وينزله في غير اوانه...) صدقت بأبي انت وامي  يارسول الله فما خرج من فيك نعيش واقعه اليوم وتعيشه الأمة جمعاء.. 

لهذا فلتراجع الأمة أمر دينها ولتتمسك بإسلامها وسنة نبيها الكريم صلوات الله وسلامه عليه اذا ارادت بذلك الخلاص لنفسها ورفع الظلم والذل عنها من جور الحكام وغلاء المؤن وانتشار الأسقام والأوبئة فيها لعل االله عزوجل يغير حالها الى أحسن حال وبعود لها عزها ومجدها التريد ومصداق ذلك قوله تعالى: ( ولوا ان أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركت من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذنهم بما كانوا يكسبون)... الاية. 

والله من وراء القصد.