بين فوضى الأرشيف وروح القيادة.. مشاهد من مكاتب العمل
كتب: محفوظ كرامة
في صباح هذا اليوم، زرت أحد المكاتب التنفيذية في محافظة أبين. وبينما كنت أتجول داخل أحد الأقسام، لاحظت مجموعة من الموظفين منهمكين في تنظيم أرشيف الإدارة. وهناك استوقفني حوار بيني وبين إحدى الموظفات التي كانت تشكو من سوء فهم العاملين المكلفين بإدارة الأرشيف لطبيعة مهام توزيع الإجراءات الخاصة بملفات العمل.
سألتها: "ألم يخضع من يقوم بهذه المهمة لدورة تدريبية تؤهله لأداء العمل بشكل صحيح؟"
فأجابت: "جميع العاملين هنا ليسوا موظفين أساسيين، بل يعملون بعقود مؤقتة. من يفهم طبيعة العمل ينتقل إلى جهة أخرى بحثاً عن مصدر دخل أفضل، وهكذا يتكرر غياب الاستقرار الوظيفي."
وبينما كنا في الحديث، دخل أحد مدراء المكاتب في مديريات المحافظة، وهو من القيادات المعروفة بنشاطها وكفاءتها. فور دخوله، ابتسمت الموظفة وقالت: "أهلاً بالمدير النشيط!"
فمازحتها قائلاً: "وكيف يكون نشيطاً وأنتِ تعملين في المحافظة بينما هو في إحدى المديريات؟"
فأجابت: "سبق أن عملت معه، وقد كان رؤوفاً بالموظفين ويحرص على متابعتهم وتطويرهم، يهتم بأوضاعهم المهنية وحقوقهم."
أضفت قائلاً: "يبدو أنه يشبه القطة عندما تلد، فهي تنقل صغارها من مكان لآخر خوفاً عليهم ورغبة في تأمينهم."
وقد وجدت أن وصفها صادق؛ فذلك المدير معروف بمتابعته المستمرة لأداء موظفيه، وحرصه على توعيتهم بمهامهم، وضمان حقوقهم المهنية.
نحن اليوم في أمسّ الحاجة إلى مثل هذه القيادات الإدارية التي تتقن عملها، وتحرص على تطوير الأداء المؤسسي والوظيفي، وتخلق بيئة عمل صحية ومحفزة.