في ذكرى ثورة 23 يوليو المصرية وقائدها الخالد عبدالناصر
تبدأ حكاية ثورة 23 يوليو 1952 وقائدها الحقيقي الخالد جمال عبدالناصر رحمه الله معي انا كاتب هذه الاسطر المتواضعة حينما كنت في الثامنة من عمري وذلك عندما وجدت ابي رحمه الله حزينا على غير عادته صباح يوم التاسع والعشرون من سبتمبر1970م ولما سألته عن سبب حزنه الذي وصل الى حد البكاء والاسى فقال لي انا واخوتي بحزن وألم شديد عبدالناصر مات!!
أندهشت وسألت ببراءة الطفولة(عبدالناصر) هذا قريب لنا؟ فقال بكره لما تكبر وتتعلم بتعرف من هو جمال عبدالناصر ومن هي مصر!
ولازال ذلك اليوم في الذاكرة حتى اللحظة حيث كان خالي الاكبر صالح رحمه الله عندنا وكان يصرخ بصوت عالي قتلوه ! قتلوه!
يوم لاينسى ، خيم حزن كبير في بيتنا لأول مره منذو وعيت للحياة هكذا كانت البدايات وشرارة الحب الأولى بالتعلق في حب الزعيم الخالد عبدالناصر رحمة الله عليه وحب كل مايأتي من أم الدنيا مصر العروبة حتى اليوم وخلال خمسة عقود من المتغيرات والمراحل المختلفة بكل ادواتها وشخوصها ولن يتغير حبنا لها ماحيينا
وكبرنا ومرت السنوات حيث تربينا وتعلمنا على الثقافة العربية الاسلامية الوسطية ورياح القومية العربية ومدها واتساعها والتي تعد واحده من أهم الثمار الرئيسية لثورة يوليو 1952م فكان المد القومي العربي كالسراج المنير في اليمن بشماله وجنوبه بقيادة الزعيم الخالد ناصر قائد ثورة يوليو الحقيقي وهنا استحضر الذاكرة اليمنية والعربية بماقدمته مصر العروبة لليمن من تضحيات جسيمة لاتقدر بثمن عمدت بالدم والمال والدعم الا محدود من اجل تثبيت النظام الجمهوري في صنعاء ضد الامامية والرجعية العربية كما كان لحملات التعليم والمعلم و المصري بصمة على الاجيال اليمنية التي يجب أن تعرف أن كلمات الخالد عبدالناصر رحمه الله والتي اطلقها من الحالمة تعز في ابريل1964 كانت اقوى رساله للامبراطورية التي لاتغيب عنها الشمس (على بريطانيا أن تحمل عصاه وترحل من جنوب اليمن المحتل) ... وللتاريخ فقد حركت الشرارة الفعلية للعمليات الفدائية الحقيقة تدريبا وتسليحا مصريا خالصا لهزيمة المستعمر البريطاني في الجنوب اليمني واشعال واسقاط مشروعه الاستعماري في عدن بماسمي بأتحاد الجنوب العربي وحكومته الفيدرالية واجلاء اخر جندي بريطاني من عدن الحبيبة وتحقيق الاستقلال الوطني الناجز في 30 نوفمبر1967 ..
كما لابد لنا بهذه الذكرى مع كل الاحترام والتقدير لادوار كل رجالات ثورة يوليو الأوفياء والمخلصون وفي مقدمتهم الجنرال محمد نجيب رحمة الله أول رئيس لجمهورية مصر العربية بعد انتصار الثورة يوم 23 يوليو 1952 ومن وجهة نظر فاحصه أرى أن عبدالناصر هو القائد الحقيقي للثورة وصاحب المتغيرات الثورية الناصعة للشعب والمجتمع المصري والعربي التي ترجمت اهداف ثورة يوليو وغيرت مسار التاريخ المصري والعربي التحرري منذو أن تولى القيادة كثاني رئيس لمصر العروبة عام1954 ، فقد انتصر بالافعال مع الاقوال لكل اهداف الثورة واحدث تغييرا حقيقيا مصريا وعربيا وافريقيا _ وحتى التوازن العالمي من خلال تأسيس حركة عدم الانحيار مع رفاقه تيتو اليوغسلافي وجواهر لال نهرو الهندي.....التي شكلت نقطة تحول عالمي في ذلك الزمان
ونحن اليوم حينما نحتفي بثورة يوليو وبذكراها العطرة بعد 72 عام نقول لازالت الذاكرة العربية تستذكر الابرز مصريا ويشهد بذلك لها ولقائدها حبيب الملايين العربية وحركات التحرر العربية والافريقية والعالمية ، ولعلى قانون الاصلاح الزراعي الذي اعاد الحياة للفلاح المصري واذاب فوارق الطبقات واحدا من أهم انجازات ثورة يوليو وقائدها وكذلك تشييد السد العالي ذلك المنجز التاريخي الاسطوري واثره النافع على الانسان والمجتمع والحياة المصرية بالعموم ، كما لاننسى ثورة تشييد المصانع ابرزها مصانع الحديد والصلب والغزل والنسيج..الخ لعديد المنجزات التي لاحصر في البني الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتفاف كل المصريين حول قائد الثورة ، كما يعد تأميم قناة السويس ذلك القرار الشجاع لقائد الثورة خالد الذكر جمال ورجاله الصناديد والشعب المصري العظيم من خلفهم الذي تحمل كل التبعات الاستعمارية العدائية وصمد ودافع وقدم التضحيات الكبيرة التي لايمكن ينكرها الا جاحد ، وحينما ارادصهاينة ذلك العصر اسقاطه مرتين بعدوانهم الثلاثي عام1956 وفشلوا بفضل الصمود الشعبي المصري وفي الثانية بماسمي النكسة في الخامس من حزيران1967 التي تجاوزها الشعب المصري عمليا وكسر حاجز الخوف حينما خرج الشعب المصري عن بكرة ابيه بشوارع مصر وفي الشارع العربي عموما بشكل يفوق التصور والخيال ومن عاش تلك الايام يتذكر تلك الوقفة الجامدة رغم الجراح مع قائد الثورة لرفض استقالته_ هكذا هو الشعب المصري الابي المجسد لمعاني مقولة أن مصر هي الكنانة الحية للأمة العربية ، لينتفض القائد مع شعبه ليلبي ذلك الاستفتاء الرهيب الذي لم يحدث لقائد ثوره حتى اليوم ويصطف خلفه خير اجناد الارض الجيش المصري البطل الذي اعاد جاهزيته وعافيته خلال فترة وجيزة ليضرب العمق لجيش الكيان الصهيوني بما سمي (حرب الاستنزاف) وماادراك ماحرب الاستنزاف والتي استمرت ثلاث سنوات في حياة القائد الخالد واذكر الابرز فيها أسالوا وفتشوا ايها الاجيال عن مئات العمليات خلف خطوط العدو لعلكم تروها اليوم وثائقيا وسينمائيا فملحمة (تدمير ايلات) والضفادع البحرية المصرية والصاعقة والعديد من عمليات القطاعات العسكرية المختلفة والمخابرتية وكيف كانت حالة جيش الكيان الاسرائيلي الذي لايقهر في عمقه يعاني وكيف سعت الصهيونية العالمية بكل الاعيبها حماية اسرائيل ولاتصدقوا الاراجيف الاعلامية التي ظلت لسنوات تكذب علينا لتهزم معنوياتنا...
فالمكتبة العسكرية المصرية العربية غنية بعشرات العمليات الحربية ، ليغيب بعدها الموت الزعيم ناصر في28/سبتمبر1970 ويتسلم الراية من بعده رفيق دربه ونائبه وقارئ بيان الثورة الأول الشهيد الرئيس المؤمن محمد انور السادات رحمة الله رجل الحرب والسلام ليواصل المسار بما يتوافق مع المرحلة وفقا لرؤية واستراتيجية جديدة تطلبتها تلك المرحلة والتي كان هدفها الأول وجوهرها استعادة الارض المحتلة وضرب العدو بل وسحقه في ست ساعات يوم السادس من اكتوبر العظيم والذي يعد امتدادا طبيعيا لحرب الاستنزاف وعملياته العسكرية والمخابرتية التي تفوقت بكل المقاييس على العدو ، وتعد حرب العبور وملحمة السادس من اكتوبر حتى تحرير سيناء 1982 في عهد الرئيس الطيار محمدحسني مبارك رحمه الله قد غيرت المعادلة بالشرق الاوسط بالمفاهيم العسكرية الحديثة والمتطورة على مستوى الحروب فقد احدثت تغييرا على الارض واوقفت حلم الصهاينة من النيل الى الفرات وظل درس عملية السادس من اكتوبر يدرس في اكبر اكاديمياتهم العسكرية المختلفة حتى اليوم ، فروح ثورة يوليو واهدافها العظيمة ظلت مواكبه حامل لواءها جيش العبور العظيم وقياداته الرشيدة والحكيمة وابرزها الوقوف في وجه الاستعمار القديم والحديث وان تعددت وتلونت مخططاته واشكاله
اما على الصعيد العربي كان الزعيم جمال عبدالناصر قائد ثورة يوليو هو الملهم لكل حركات التحرر العربية والافريقية من نير الاستعمار القديم وزبانيته ..ولايمكن للتاريخ أن يقبل من المرجفين اليوم أن يزيفوا التاريخ الحقيقي لاهداف ثورة يوليو الخالدة وقائدها الحقيقي صاحب السيرة العطرة وكل ماذكرناه هو في ذمة التاريخ
واختم ماسردته واقول للمشهد التاريخي اليوم وصمود غزة الاسطوري ومقاومتها العتيدة امام جرائم ألابادة الجماعية وتضحياتها الجسيمة وبكافة الاشكال وبكل ماتعنيه الكلمات من معنى ولأرواح شهدائها الزكية الخلود في جنات النعيم الابدي ، الارواح التي عبدت الطريق الأكيد نحو تحرير الاقصى الشريف فالتطورات والاحداث جسيمة ودموية ومصيرية ولدينا اليقين الاكيد بأنتصار غزة وفلسطين وتحرير القدس مادام هناك أبطال ورجال لايهابون الموت في غزة هاشم ،
وبناء على المشهد اصبحت كل الخيارات والتحركات والثوابت مصفرة ومفتوحة وشهدنا كيف تمت عملية فرز غير متوقعة على ضوء جرائم الابادة في غزة وماتلاها من مواقف ، وعلينا أن لاننسى أن غزة ضمت لطابور عربي طويل من اخواتها بغداد اولا وصنعاء وطرابلس الغرب والموصل ودمشق وقبلهما ببيروت 1982 وغيرها من الحواضر العربية التي سويت بالارض بسبب الصراعات المسلحة التي غذتها قوى خارجية بأوجه مختلفه للصهيونية العالمية وأذرعها التي ذبحت الناس (بمئات الالوف) وهي في بيوتها امنه دون سابق انذار وآخرها أهلنا الشهداء بمدينة الحديدة ...هل ننسى أو نتناسى كل ذلك فقد وصلت الامور حدا يفوق أي كابوس وللاسف على كافة الاصعدة وتماشت مع تشويه للمجتمعات العربية والافراد ومحو هويتهم مرورا بهدم وتدمير الحواضر والدول ومازالت تجري تلك الصراعات المسلحة وانهيار الدولة الوطنية وصعود المليشيات المسلحة وماترتب عليها من دمار وتصفيات ولاجئين ورغم المعاناة وكل هذه الطعنات بجسم الامة.... كانت ومازالت وستبقى بأذن الله روح وألهام ثورة يوليو في مصر الكنانة الحية واليقظة المتحفزة بقيادتها الرشيدة وشعبها وفي المقدمة خير اجناد الارض لمواجهة القدر المصيري للأمة والتي حضر لكسرها سنوات طويلة وعلى رجالات الفكر والتنوير في الامة واقلامها الشريفة أن تقرأ وتستوعب المشهد برمته وأن نحافظ على عمود الخيمة الاساسي للأمة والقوة الحقيقية والفعلية المنظمة والمتماسكة واقعيا وجغرافيا...
انتبهوا ياسادة....ياكرام من التقليل او التشكيك بالدور المصري العربي وجيشه وقيادته ليظل عمود الخيمة شامخا على الدوام محافظا على ثبات الخيمة وبقاءها
تحيا ثورة يوليو الخالدة ورجالاتها وزعيمها الخالد جمال عبدالناصر
يحيا الشعب المصري الشامخ
يحيا الجيش المصري البطل
تحيا مصر تحيا مصر تحيا مصر