الزعيم صالح.. كان ايقونة كل اليمنيين
يظل الزعيم علي عبدالله صالح على اختلاف المواقف حوله هو الشخصية اليمنية الأكثر تأثيراً وحضوراً في الذاكرة الوطنية..رجل لم تصنعه السلطة بقدر ماصنع هو معادلاتها.. ولم تهبه الأيام مجداً بقدر ما صنع لنفسه مجداً محفوراً في جدار التاريخ..
عند عرض الفيلم الوثائقي حول مقتله اتضح جزءًا كبيراً مما كان يقال أن صالح خاض معركته الأخيرة وحده وأن قبائل الطوق لم تتحرك.. أن الزعيم الذي حكم اليمن لأربعة عقود لم يجد في اللحظة الفاصلة من يرفع بندقيته إلى جواره.. صنعاء كلها كانت هادئة عدا منزله.. القبائل ساكنة تماماً القيادات القبليه والمشائخ وحتى بعض أركان المؤتمر مارسوا دور الوسيط بين الرجل الذي ينادونه بالزعيم وبين الجماعه التي اسقطت الدولة وتريد إسقاط صالح.. خرج من بيته متجهاً إلى مسقط رأسه يريد الوصول إلى حصن عفاش ظناً منه أن القبيلة ستستيقظ أن هناك من لايزال يدين له بالولاء..لكن لا أحد تحرك لا في الطوق ولا في عمران ولا حتى في مسقط رأسه ..كان صالح يراهن على آخر أوراقة الارض، الناس، الاسم، لكن الرهان خاسر وفي عقر داره وبين اهله كان وحده.. الذين رباهم والذين رفعهم كلهم اكتفوا بالمراقبة..عدا أبن شبوة عارف الزوكا بقي شامخاً ووقف سداً منيعاً ولم يترك صديقة ولم يخذله في وقت الحاجة حتى استشهد معه هكذا هم الرجال وإلا بلى... صالح مات قبل أن يقتل..مات حين عرف أن لا أحد سيقاتل معه وأن الدولة التي صنعها والقبيلة التي استند عليها لم تعد تراه زعيماً وانما عبئاً يراد التخلص منه..
الرئيس السابق علي عبدالله صالح استطاع أن يحكم البلاد لفترة طويلة مرت فيها بمرحلة استقرار سياسي جيد واقتصاد متعافي.. صحيح أنها مرحلةً فيها من السلبيات والإيجابيات .. والإنجازات والاخفاقات.. والصراعات والمكايدات.. إلا أنه كان محافظاً على سيادة البلاد..نتفق أو نختلف كانت اليمن في عهده أمن وأمان مع وجود استقرار سياسي وتحسن اقتصادي وكلنا نعرف هذا..نتفق أو نختلف علي عبدالله صالح له انجازات ما ينكرها إلا جاحد أو متعصب..علي عبدالله صالح قتل في بيته أو في قصره أو قريته في سنحان أو في أي مكان استشهد وهو يقاتل داخل الوطن وعلى ترابها ولم يغادر منها أو تركها لمن ادخلهم وهي غلطته الوحيدة ولكن حاول اصلاحها فقاتلهم حتى قتل..كان قادر على الخروج من البلاد والعيش خارج الوطن ولكن لم يرضى لنفسه أن يعيش مثل قادة الشرعية أو الانتقالي في فنادق الرياض وتحت ذل وهوان من اتوا لنجدة اليمن كما زعموا..لكنه فضل الشهادة بهذه الطريقة أفضل من عيشة الذل والهوان التي تعيشها قيادات اليوم..