في حضرة القيم والقيادة إشراقة إنسانية في ملامح مديرٍ استثنائي

ليست الإدارة مجرّد موقعٍ يُعتلى أو منصبٍ يُمنح بقرارٍ مكتوب، بل هي في جوهرها رسالة إنسانية، وفنٌّ نبيل يتقاطع فيه العقل مع الضمير، والحزم مع الحكمة. وفي زمنٍ يزدحم بالضجيج والسرعة والبحث المحموم عن المكاسب العاجلة، يطلّ بين الحين والآخر نموذجٌ نادرٌ يذكّرنا بأن القيادة الحقّة هي أخلاق قبل أن تكون سلطة، وأن النجاح الحقيقي هو الذي يُقاس بعمق الأثر لا بضخامة الأرقام.

حديثي اليوم عن الاستاذ محمد العجردي ضابط برنامج التحويلات النقدية غير المشروطة في المحافظات الجنوبية والشرقية وعضو اللجنة اللجنة الاستشارية للحماية الاجتماعية في الصندوق الاجتماعي للتنمية عدن..

 شاب جمع بين التميّز المهني والسموّ الأخلاقي، هو في الحقيقة حديثٌ عن فلسفةٍ في العمل والحياة معًا. فهو الإنسان الذي استطاع أن يجعل من الإدارة لوحةً فنية مرسومة بألوان الانضباط والإبداع، وأن يُحوّل الروتين إلى منظومةٍ منسجمةٍ تنبض بالحيوية والتجدد.

من يتأمل مسيرة الاخ محمد العجردي  يدرك أنه لا يسير في طرقٍ معبّدةٍ سلفًا، بل يصنع لنفسه الدرب، ويرسم لنور الآخرين معالمه. يَدخل إلى يومه بثقةٍ هادئة، يحمل في يده مشعل التنظيم وفي قلبه إيمانٌ عميق بالإنسان. يوجّه فريقه لا بالأوامر الجافة، بل بالكلمة الطيبة، وبالقدوة التي تتحدث بصمتها قبل صوتها.

إنه الإداري الذي يفهم أنّ الإدارة ليست حسابات جامدة، بل توازنٌ دقيق بين العدل والإنصاف، بين الصرامة والتفهّم، بين الحلم والرؤية. لم يكن يومًا من أولئك الذين يجلسون على المكاتب العالية ليتكلموا عن النجاح، بل هو من الذين يصنعونه بالفعل والمثابرة والإصرار.

في كلّ إنجازٍ للصندوق الاجتماعي للتنمية عدن نرى بصمته المضيئة: دقّته في التخطيط،وقدرته الفريدة على تحويل التحديات إلى فرص.

أما أخلاقه، فهي تاجُه الحقيقي. لا يعلو صوته على صوت الاحترام، ولا يسبق طموحه إنسانيته.

 يتعامل مع الصغير قبل الكبير بروحٍ من التواضع تزرع الولاء، وتمنح الآخرين شعورًا بالانتماء. يعرف متى يصمت لتتحدث الحكمة، ومتى يتكلم لتسكن الفوضى. يفيض حضوره اتزانًا، كأنّ الزمن يتعلّم منه معنى النظام.

هو الإداري المبدع الذي لا يكتفي بما هو قائم، بل ينظر إلى المستقبل بعين الحالم وذهن الواقعي. يرى في كل مشروعٍ فكرةً قابلة للنمو، وفي كلّ إنسانٍ طاقةً تستحق أن تُستثمر.

 طموحه لا يعرف سقفًا، لأنه يستمدّ من قناعته بأن التفوّق لا يأتي مصادفة، بل يُبنى لبنةً لبنة، بالصبر والنية الصافية والإرادة التي لا تخبو.

وإذا كان التفوق الإداري يُقاس بالأرقام والنتائج، فإن تفوّقه الإنساني يُقاس بما يتركه من بصماتٍ في النفوس. 

لقد جمع بين الذكاء والتميز والضمير، بين الكفاءة والنزاهة، بين الطموح والرقيّ. لذا حين يذكر اسمه بين زملائه لا يُذكر بصفته الرسمية فحسب، بل يُذكر كرمزٍ للنجاح والطموح والنبل.

إنه نموذجٌ نادر لضابط في الصندوق الاجتماعي يؤمن أنّ القيادة ليست سلطة تُمارَس بل مسؤولية تُحتَضن، وأن الإدارة لا تنجح بالأوامر بل بالإلهام، وأن الصندوق الاجتماعي لا يتطور بالأنظمة وحدها، بل بالقلوب المؤمنة برسالتها.

وفي عالمٍ يميل إلى المظاهر ويقيس النجاح بالنتائج الباردة، يبقى هذا الرجل المختلف دفء الصندوق الاجتماعي فرع عدن ونبضه الإنساني. منه نتعلم أن التميز لا يُصنع في المكاتب، بل في العقول التي تفكر بإخلاص، وفي القلوب التي تعمل بمحبة، وفي الأرواح التي لا ترضى أن تمرّ مرورًا عابرًا في حياة الآخرين.

هكذا هو، ضابط اداري في الصندوق لم تفسده المناصب، ولم تُغره الألقاب. كلما ارتقى في مسؤولياته، ازداد تواضعًا ونورًا واتساعًا في الأفق. كأنّ في شخصه تلتقي القيم العليا: الإخلاص، والانضباط، والرؤية، والإبداع.

محمد العجردي يصنع بيئةً من الإلهام، و مساحةً من الأمل، وسيرةً تُروى في صفحات المجد الإداري والإنساني على حدٍّ سواء...
تمنياتنا له دوام التوفيق والنجاح