يا ويلك من الحضرمي... لا زعل!

أقف خلف شاشة هاتفي، أتابع بصمت ما يحدث في شوارع حضرموت، وأسمع في أذني صدى أصواتٍ ترتفع من أعماق الأرض الطيبة، أصوات حضرميين لا يرضون بالذل ولا بالظلم، ولا بالعيش في ظل معاناة مستمرة.

ما أشاهده ليس مجرد مظاهرات، بل هو نداء صادق من شعبٍ قرر أن يرفع صوته بحزم من أجل حقوقه المسلوبة: كهرباء تنير بيوتهم بعد طول ظلام، ماء نقي يروي عطش أطفالهم، رواتب تضمن لهم عيشًا كريما، ووقود يُشغل محطات حياتهم بدل أن يغرقهم في العتمة والفقر.

ورغم قسوة الواقع، فإن الصرف المرتفع يثقل كاهلهم، يزيد من هموم الأسر، ويجعل من البقاء على قيد الحياة تحديًا يوميًا لا يُحتمل. 

كل تأخير في صرف الرواتب، وكل ارتفاع في الأسعار هو جرح جديد في قلب كل حضرمي.

والحضرمي، كما تعلمون، يطبق مقولته الشهيرة: "يا ويلك من الحضرمي... لا زعل!".

 ليست مجرد كلمات، بل هي عزيمة لا تلين، وإصرار على مواجهة الصعاب دون استسلام. 

حين يشعر بالظلم، لا يبقى صامتًا، بل يعلن صموده ومقاومته بكل قوة.

لست من حضرموت، لكني أرى في خروجهم رسالة صادقة: حتى الأقوى يصاب بالضعف حين يُحرم من أبسط حقوقه، والحضارم مهما كان عشقهم لأرضهم، لا يستطيعون أن يبقوا حيث لا حياة ولا كرامة.

يا ويلك من الحضرمي إذا قرر أن يخرج عن صمته، فهذا ليس غضبًا ولا زعلًا، بل استشعارٌ لضرورة الحياة، وصراخُ حقٍ لا يمكن تجاهله.