هبوط كبير في أسعار الصرف.. فهل تنخفض الأسعار ويكتمل فرح المواطن؟
نحن اليوم أمام تطور إيجابي وحالة من التفاؤل الشعبي الواسع، بعد الهبوط الكبير في أسعار الصرف منذ مساء أمس الأربعاء وحتى مساء اليوم الخميس انخفاضاً كبيراً في أسعار صرف العملات الأجنبية، ليصل سعر الريال السعودي إلى ما دون 550 ريالاً، وسعر الدولار الأمريكي إلى أقل من 2100 ريال.
يأتي هذا التراجع بعد موجة ارتفاعات جنونية شهدتها السوق والتلاعب خلال الأيام الماضية، أثقلت كاهل المواطن، وخلقت حالة من الغليان في الأسواق، وضاعفت معاناة الناس في احتياجاتهم الأساسية.
لكن المختلف هذه المرة، أن هذا الهبوط لأسعار الصرف ليس عابراً أو وهميا كما كان يحدث كل مره، بل حقيقي ويأتي نتيجة إجراءات وجهود كبيرة اتخذت من القيادة العليا، والبنك المركزي بالعاصمة عدن، ما يمنح هذا التراجع ثقلاً وموثوقية، ويجعلنا متفائلين باستقراره.
ورغم هذا المعالجة، فإن الاختبار الحقيقي هو الضمان لاستمرار ذلك ومواصلة الجهود لتعافي الوضع.. والأهم من هذا مع النزول الكبير للصرف وما يريده ويطالب به كل مواطن.. هو انخفاض الاسعار التي كسرت ظهورهم
هل سيتم التزام أو إلزام جميع التجار، خصوصاً الكبار منهم، بخفض الأسعار بما يتناسب مع الانخفاض الحاصل في سعر الصرف ؟. أم سيواصلون التمسك بأسعارهم السابقة، ضاربين بمعاناة الناس عرض الحائط، كما اعتاد البعض في كل أزمة اقتصادية؟
لقد اعتدنا أن بعض التجار يسارعون إلى رفع الأسعار عند أبسط ارتفاع في الصرف، حتى وإن كانت بضاعتهم مكدسة في المخازن، لكننا نراهم اليوم يتجاهلون هذا التراجع الكبير، وكأن شيئاً لم يحدث!
لهذا، نشدد ونطالب الجهات المعنية بالأمر، وكذا الأمنية في العاصمة عدن وفي محافظة أبين وكذلك باقي مناطق الجنوب مهم جداً منكم تكليف لجان رسمية بالنزول الفوري إلى الأسواق، وفرض الرقابة الصارمة على المحلات التجارية، ومعاقبة كل من يرفض الالتزام، فالأمانة أمام الله والناس تقتضي البيع بالسعر العادل، لا الجشع ولا الطمع الذي يزيد الفقراء فقراً.
إنه من غير المقبول أن تستمر الأسعار على حالها بينما الصرف ينخفض بنسبة تفوق 30% أو حتى 40%.
يجب أن تنعكس هذه التحسينات على السوق مباشرة، ليشعر بها المواطن في قوته اليومي وانخفاض الأسعار، وليس فقط في المؤشرات المصرفية...
هنا نشدد على أهمية تشكيل لجان رقابية مشتركة بين الجهات الاقتصادية والأمنية لضبط السوق، والتعامل بجدية مع المخالفين، وفرض عقوبات رادعة على كل من يستغل هذه المرحلة ويتلاعب بقوت الناس.
الهمسة الأخيرة نثمن عالياً جهود البنك المركزي في العاصمة عدن، ونُشيد بدور الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، رئيس اللجنة العُليا للموارد السيادية والمحلية، وكذلك القائد النائب أبو زرعة المحرمي الذي كان لعودتهم الأخيرة وتحركاتهم المثمرة أثرٌ مباشرٌ
لقد أسفرت لقاءات وجهود الرئيس القائد عيدروس الزبيدي، وعلى رأسها اجتماع اللجنة العليا للموارد السيادية، ولقائه الاخير مع محافظ البنك المركزي، عن نجاح مثمر في ضبط الوضع المالي، وقرارات هامة لضبط المضاربين والمتلاعبين، وتشديد الرقابة على شركات الصرافة، والبدء بخطوات تشغيل مصفاة عدن، وهي كلها تحركات ذات تأثير مباشر على تحسن سعر الصرف واستقرار السوق. والمطلوب ضمان هذا الاستقرار... وبالتالي والأهم إلزام جميع التجار بانخفاض الاسعار في المواد الغذائية وغيرها من المواد.
نأمل أن تستمر هذه الجهود وتتوسع، وأن يتم استئصال منابع الفساد والتلاعب، ومحاسبة كل من يتهاون بمصير الناس وأوجاعهم. وعدم سلب هذا التفاؤل
المطلوب الآن هو التزام جماعي... وتطبيق عملي.
وإذا لم تنخفض الأسعار، لن تكتمل فرحة المواطن.
هذا وتحياتي لمن يستوعب والله الموفق للجميع.