إعلام المقاومة الوطنية.. لسان الشعب وصوت الجمهورية
منذ أكثر من عقد واليمن تعيش واحدة من أسوأ فصولها المأساوية، نتيجة الانقلاب الحوثي الذي قاد البلاد إلى حرب عبثية أنهكت الشعب اليمني، ودمرت مؤسسات الدولة، وعمقت الأزمات السياسية والاقتصادية والإنسانية. في خضم هذا الظروف العصيبة، تباين أداء وسائل الإعلام المحلية بين من التزم بقضايا الوطن والمواطن والدفاع عن مشروع الدولة الجمهورية، ومن انجرف نحو التحريض والتمزيق وبث العداء والكراهية وخدمة أجندات خارجة عن الإرادة الوطنية.
وسط هذا التباين، سطع نجم إعلام المقاومة الوطنية، وأثبت خلال سنوات الأزمة أنه نموذج مشرف للإعلام الوطني الحر والمسؤول، الذي يضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، ويركز جهوده على معركة التحرير الوطني من براثن المليشيا الحوثية، وإعادة بناء دولة الحرية والديمقراطية والعدالة والمواطنة المتساوية.
لقد استطاع إعلام المقاومة الوطنية، ممثلاً بالمركز الإعلامي للمقاومة الوطنية، ووكالة 2 ديسمبر، وقناة "الجمهورية الفضائية، وإذاعة صوت المقاومة الوطنية، أن يبرز كمنصة إعلامية تعكس نبض الشعب وتطلعاته. وقد نجح هذا الإعلام في نقل الصورة الحقيقية لما يدور في الميدان، وتقديم تغطية مهنية وموضوعية، تبتعد عن المزايدات والانحيازات الضيقة، وتلتزم برسالتها الإعلامية ومسؤوليتها الأخلاقية والوطنية.
كما لعب إعلام المقاومة الوطنية دوراً بارزاً في توحيد الصف الجمهوري، والتأكيد على وحدة الهدف والمصير المشترك بين كافة القوى الوطنية، بعيداً عن خطاب التخوين والتفكيك الذي اعتادت عليه بعض الوسائل الإعلامية الأخرى. كما وجه هذا الإعلام جهوده نحو العدو الحقيقي لليمن واليمنيين، ممثلاً بمليشيات الحوثي، وكرس خطابه لمواجهة مشروعها التدميري، الذي يسعى لتحويل اليمن إلى ساحة نفوذ تابعة لإيران.
وما يميز إعلام المقاومة الوطنية هو انسجامه التام مع رؤية وتوجهات قيادة المقاومة الوطنية، بقيادة العميد طارق محمد عبدالله صالح، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الذي يتبنى خطاباً وطنياً متزناً، يدعو للتلاحم ونبذ الفرقة والتطرف، والتركيز على المعركة الوطنية الكبرى ضد المليشيات الحوثية. وقد انعكس هذا التوجه في الأداء الإعلامي الذي اتسم بالاعتدال، والحرص على تعزيز اللحمة الوطنية، بعيداً عن خطاب التحريض والاصطفاف الأيديولوجي.
في الوقت الذي سقطت فيه بعض الوسائل الإعلامية في وحل الكراهية، والمكايدات الحزبية، والتضليل، والترويج للفساد والمفسدين، ومهاجمة الشرفاء والوطنيين، حافظ إعلام المقاومة الوطنية على نهجه القائم على المهنية والنزاهة والشفافية. وهو بذلك لا يمثل فقط منبراً للحقيقة، بل يشكل جبهة إعلامية متقدمة في الدفاع عن المشروع الوطني الجمهوري، وفضح انتهاكات الحوثيين، وإبراز تضحيات الأبطال في ميادين البطولة والكرامة.
إن النجاح والتألق الذي حققه إعلام المقاومة الوطنية لم يأت من فراغ، بل نتيجة التزام واضح بالمشروع الوطني، وقيادة حكيمة تؤمن بأن المعركة الإعلامية لا تقل أهمية عن المعركة العسكرية والسياسية. وفي ظل استمرار التحديات، فإن الإعلام الوطني الحر، الذي يضع مصلحة اليمن فوق كل اعتبار، سيبقى أحد أهم أسلحة النضال في وجه المشروع الحوثي الظلامي.