التعلق.. بين الفطرة والاختبار الإلهي.

بقلم: منصور بلعيدي

 

في زمن تتسارع فيه العلاقات وتتشابك فيه المشاعر، يبرز نداء داخلي يدعو الإنسان إلى إعادة ترتيب أولوياته القلبية. "أحبب حبيبك هوناً ما.. لعله يكون بغيضك يوماً ما"، هكذا قال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، واضعاً قاعدة ذهبية في فن الحب والتوازن العاطفي. فالحب لا يعني التعلق، والتعلق لا يعني الوفاء، بل قد يكون بوابة للخذلان.

 

يتوهم كثيرون أن السند الحقيقي في الحياة هو الأبناء والزوج، فيجعلونهم محور تفكيرهم وهمهم الأكبر. لكن القرآن الكريم ينبهنا بقوله: "إن من أزواجكم وأولادكم عدواً لكم فاحذروهم"

في إشارة إلى أن التعلق المفرط قد يتحول إلى فتنة. المطلوب أن نؤدي واجبنا تجاههم، نرعاهم ونحبهم، لكن دون أن نربط مصيرنا بهم أو نمنحهم مفاتيح قلوبنا بالكامل.

التعلق بالله وحده هو السبيل للثبات النفسي والروحي. 

الأنبياء أنفسهم لم يتعلقوا بأبنائهم، وسيدنا إبراهيم عليه السلام حين رأى في المنام أنه يذبح ابنه، لم يكن يُختبر في قسوة المشهد، بل في نفي التعلق. 

فالله لا يريد من عباده أن يتعلقوا بأحد سواه، لأن التعلق بغيره غالباً ما ينتهي بالخذلان.