حضرموت رحلة العراقة والمستقبل
حين يُذكر اسم حضرموت تُستحضر في الذاكرة حضارة ضاربة في أعماق التاريخ وإشعاعٌ ثقافي وديني امتد من سواحلها إلى أقصى شرق آسيا فمهاجروها حملوا مشاعل الهدى والتسامح وبنوا في ماليزيا وإندونيسيا وغيرها إرثًا إنسانيًّا ما زال يُحكى حتى اليوم هذه الأرض التي تمثل "قوام دولة" بجغرافيتها الفريدة وثرواتها وموقعها الاستراتيجي ليست مجرد محافظة بل ركيزةٌ لليمن كلها.
التعبير السلمي صرخة أمة تعرف حقها ما تشهده حضرموت اليوم من تظاهرات سلمية هو لغة شعبٍ يعاني تراكم الأزمات إنه تعبيرٌ مشروع عن مطالب عفوية كفلها القانون لكن الأهم هو توازنٌ أخلاقي فحين تُغلق الطرقات يُسحق المسافرون العالقون بين الأحلام والعودة وتتعطل مصالح المواطن إنها معاناةٌ تُذكرنا أن سلمية المظاهرات يجب أن تكون جسرًا للإصلاح لا عائقًا لحياة الناس.
التحدي الأكبر من الغليان إلى البناء جذر الأزمة يكمن في الفساد الذي استشرى ولن تُحل المطالب إلا بمحاسبة حقيقية وشفافية تُعيد الحقوق بحوار وطني يتحول خلاله الغضب إلى سياسات فعلية وتلك
مسؤولية النخب الحضرمية داخل الوطن والمهجر لتقديم حلول عملية والضغط لتحقيق العدالة دون تمزيق النسيج الاجتماعي.
أخوة السلاح جنودٌ ينتمون للتراب لا للسلطة وهم أخوتنا في الأمن والقوات المسلحة هم منكم وإليكم هذه الكلمات تُذيب الجليد هم يحملون نفس الألم ويرفعون معكم راية المطالبة بالعدل تعبيركم الراقي والجميل سيوصل الرسالة إلى المجلس الرئاسي والحكومة فحان وقت أن تأخذ حضرموت حقها في التنمية واستقرار العملةومشاريع تُنعش الأرض والإنسان.
السلام ليس شعارًا بل عهدٌ مع التاريخ حضرموت السلام ليست مجرد كلمات إنها هويةٌ صنعها أبناؤها الذين عُرفوا بالحكمة والتوازن من الخليج إلى أقاصي الأرض فرفض الإضرار بالممتلكات العامة والخاصة كما فعلوا في دول المهجر هو درعٌ يحمي هوية هذه الأرض صرخة اليوم هي صحوة أبناء حضارة أعطت العالم نور الهدى وهم اليوم يطالبون بإرث أجدادهم عدلٌ يبني وسلامٌ يدوم طريق الإصلاح طويل لكن حضرموت التي علّمت العالم كيف يحمل المشاعل في الظلام قادرةٌ أن تُضيء دربها نحو غدٍ يُليق بعظمتها فليكن هذا الغليان بدايةً لعهدٍ جديد تُحفظ فيه الكرامة ويُبنى فيه المستقبل على أساسٍ من الحق والجمال.