درع الوطن.. الرمح الذي يبدد أوهام الفتنة 

حين ترتفع أبواق التحريض من خلف الشاشات المظلمة، ويغدق المأجورون سهامهم المسمومة على رجال الميدان، هناك قوة تعرف كيف تسكت الضجيج قبل أن يتسع صداه، قوة ولدت من صلب المعارك الحقيقية لا من صفحات الإنترنت، قوة اسمها درع الوطن ،هذه القوة لا تعرف المساومة على أمن البلاد، ولا تقبل أن تدار بوصلتها من أصابع العابثين، إنها الإرادة حين تتجسد في أيدي المقاتلين، والهيبة حين تتجلى في حضورهم، والعقوبة الحاسمة لكل من توهم أن الوطن غفلة أو أن رجاله فراغ.

إلى هواة إثارة النزاعات من وراء الأسماء المستعارة، وإلى محترفي بث السموم في مسام الوطن، نقولها بوضوح، الصبيحة عصية على الكسر، ورجالها واقفون حيث لا يجرؤ المتربصون على الاقتراب. لا المنصات الإلكترونية، ولا الحملات المأجورة، ولا البيانات الملفقة، تستطيع النيل من تماسك قبائلها أو هيبة قادتها.

لقد بلغت الجرأة بالبعض أن يهاجموا العميدين حمدي شكري وبشير المضربي، وأن يصوروا قوات درع الوطن وكأنها هدف سهل لحملاتهم الدعائية، غير أن الحقيقة أوسع من أن تختزل في منشورات مأزومة؛ فهذه القوات منذ تأسيسها حتى اليوم لم تسجل عليها واقعة إساءة واحدة لأي مدينة أو منطقة، بل كانت دائما الحارس الأمين للنظام والقانون، ودرع المؤسسة العسكرية ضد كل متطاول أو متمرد.

الهجوم ليس عفويا، بل هو مشروع منظم، تساق له أموال، وتدار له غرف مظلمة، ويقف خلفه من له مصلحة في تفكيك وحدة الصبيحة، وإشغال قادتها بمعارك جانبية عن مهامهم الوطنية. يريدون حرف المسار نحو صراعات مناطقية أو قبلية أو قروية، لكنهم يجهلون أن درع الوطن يضع نصب عينيه أهدافا أعظم بكثير من أن تتبدد في تلك المستنقعات .

إن هذه القوات تدرك أن ما يستحق القتال لأجله لا يقاس بالمكاسب الصغيرة، بل بحماية الأرض من الأطماع، وتأمين المواطن من العبث، وصيانة السيادة من التدخلات، ومن أجل هذه الغايات، تخوض البحار، وتعبر البراري، وتتسلق الجبال، دون أن تسمح لأي جهة مهما كانت أن تحيد بها عن دربها.

وليعلم دعاة الفتنة أن محاولاتهم، مهما زخرفت عباراتها أو تلونت شعاراتها، ستظل كالأمواج الضعيفة التي تتكسر عند أول اصطدام بالصخر، فما ضر نهرا جارياً أن عبثت به الكلاب، وما أضر شجرة مثمرة أن رماها الحاسدون بالحجارة.

درع الوطن اليوم هو الضمان لردع الفوضى قبل أن تولد، وهو الرمح الذي يشق طريقه بثبات وسط محاولات الالتفاف والخداع ،ومن يراهن على إضعافه، إنما يراهن على وهم لا يلبث أن يتبدد أمام أول تحرك على أرض الواقع. والتاريخ، كما العيون، لا ينحاز إلا لمن يحميه بدمه وفعله، لا بمن يلوثه بلسانه وقلمه المأجور.