المسؤول في هيئة كوز مركوز...!

صرنا في زمن تبدلت فيه المعايير وتقلب فيه المفاهيم  لم يعد المسؤول كما عهدناه صاحب رؤية  حامل أمانة لا يتحرك إلا إذا هبت عليه رياح المصالح، ولا ينطق إلا إذا اقتضت الضرورة الإعلامية. وجوده شكلي، دوره رمزي، وتأثيره معدوم. 

المسؤول اليوم لا يخطط لا يبادر، ولا يحل، فقط... يجلس على كرسيه كما يجلس كوز مركوز على نافذة البيت، لا دور له سوى التفاعل مع الطقس، يبرد الماء إن حل البرد، ويسخنه إن حل الحر. وجوده مرتبط بالظروف لا بالفعل، وظيفته الأساسية أن يظهر في المناسبات، يبتسم أمام الكاميرات، ثم يختفي خلف جدران المكاتب المكيفة، تاركا الوطن يواجه أزماته وحده 


مسؤول اليوم... يرى الوطن كرصيد بنكي، والمواطن كرقم في الإحصائيات. لا يشعر بالجوعى، لا يسمع أنين المرضى، ولا يلتفت إلى الشباب العاطلين. همه الأكبر أن يحافظ على منصبه، وسفرياته ومخصصاته وأن يوسع دائرة نفوذه، ولو على حساب وطن بأكمله،  ويترك الأمور تتدهور  ثم يبرر الفشل بأعذار واهية ويلقي اللوم على الظروف أو على من سبقوه أو على الشعب نفسه.

اما المسؤول الحقيقي لا يُقاس بعدد الاجتماعات التي يحضرها، ولا بعدد الصور التي تُلتقط له، بل يُقاس بقدرته على التغيير، على المواجهة على حمل هم الوطن. أما المسؤول في هيئة كوز مركوز، فهو عبء على الوطن، لا أداة بناء. وإذا استمر وجوده، فسيبقى الوطن في دائرة الجمود، ينتظر من يملك الإرادة لا المنصب، ومن يملك الضمير لا الواجهة.