عندما يكون السكوت جريمة!

بقلم: حسين السليماني الحنشي

نعيش في هذا الأيام مع أعظم أزمة إنسانية يشهدها العصر الحديث في عزة، حتى أنه أطلق أحد الصحفيين الأمريكيين على هذه الأزمة بالإبادة الصحية.
هل تريدون مساعدة، يا أهل عزة، تعالوا الى المنطقة الإنسانية كي تقتلكم اسرائيل بدم بارد، وغض النظر كلا من المنظمات المزعومة، والدول التي تدعي التقدم والحضارة، عن مايجري بغزة.
لقد غاب فينا نحن أيضاً دول المسلمين، فضيلة لم نعد نراها في سماء أوطاننا، أنها من أجل الفضائل التي تكسوا مجتمعاتنا بكساء الرحمة، أنها - فضيلة الإيثار ـ الذي فقدناه مع مايحدث بغزة! نحن لا نريد تقديم أنفسنا للهلاك ولا دولنا ومصالحنا، ولكن نريد توصيل الرغيف والدواء لإخواننا بغزة.
إنها رابطة تنكسر تحتها شوكة العدوان عن أهلنا بغزة، وتنزاح أمامها قوى الظلم والطغيان، إن المجتمعات الإسلامية على اختلاف أجناسها وألوانها وبلدانها بنيان واحد وجسد واحد، يسعد بسعادة بعضه، ويتألم لألمه ومرضه، يجمعهم دين واحد هو دين الإسلام، وكتاب واحد هو القرآن، ونبي واحد هو سيد الأنام محمد صل الله عليه وسلم، يقول نبي الأمة صلوات الله وسلامه عليه: (من صل صلاتنا، واستقبل قبلتنا، وأكل ذبيحتنا، فذلك المسلم الذي له ذمة الله وذمة رسوله، فلا تخفروا الله في ذمته)
ويقول عليه الصلاة والسلام: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً)، ويقول عليه الصلاة والسلام: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)، وقال صل الله عليه وسلم (من مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له، أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام). إننا في زمن تتكالب فيه الأمم على أمتنا، ويحاصر فيه الحق وترفع فيه رايات الباطل، ويظل الأحرار من أمتنا، مخذولين محاصرين إلا أنهم أرادوا أقامت دولتهم المستقلة عن الإحتلال الصهــ ـيوني .
إنها جريمة في حق الإنسانية، إذا طلب الجوعى رغيف الخبز، بل إن السكوت عن مايجري، جريمة يعاقب عليها، كل ضمير إنساني حي.
إننا اليوم أمام دول تحكم العالم بقانون الغاب، وهذا يتبين في حق ـ الفيتو ـ في مجلس الأمن الدولي، إن هذا المجلس هو مجلس يزينه النمّامون(الإعلام الموجه) ويشجعه المنافقون ويحبه الفاشلون والعملاء، فإذا اجتمع هؤلاء على أمر ما في غياب الوطنيين المخلصين فأعلموا أن الضحية، هي بيع الأوطان والشعوب والضمائر...
وهذا ما نراه في غزة...