إرتدادات نزول الصرف

إشكالية أو جدلية تحقيق نظام سياسي لدولة اليمن من حيث سرعة تحققه أو دوام الليل بظلماته المتواصلة يكمن في دقة تحديدنا بما نعنيه من نظام سياسي ينحصر تماما في إستعادة الدورة الإقتصادية المستمرة التي تكون حصريا للبنك المركزي من حيث إمتلاكه للعملةالوطنية عند الإستيراد بإستعادتها حصريا ويتم له ذلك عند إمتلاكه لعمل خارجية
نظير ماتم تصديره سواء سياديا أو غير سيادي مع دفع ما يعادلها من عملة وطنية للتاجر المصدر مضافا لها عمولة تشجيع وطنية 
ومن هنا إذا تم ذلك فعلا تحقق النظام السياسي الذي نعنيه مالم فالليل سيطول وستتواصل ظلماته من كثيفة إلي أكثف والساتر رب العالمين بكل تأكيد وقطع بات
فالواقع الحاضر الذي نعيشه لايعدو توصيفه سوي عن معاينة واضحة لتصدعات الشرعية والقوي السياسية السابقة والمستجدة بما فيها القوي الإجتماعية كنتيجة حتمية لما حصل وحدث سياسيا وعسكريا.. 

ويعود السبب في تعقيد المشكلة وتفاقمها ليس التحالف ولا الولايات المتحدة بقدر تحييد القوي الإجتماعية الجهوية وبعض القوي السياسية إستحضار القضايا التأريخية المفتعلة والتمكن من أن تجعلها تتصدر الحاضر ومن هنا تغيب تماما المشكلة التي تعني الشعب و هي من نتاج الحاضر ولا صلة لها بالماضي في بلد كل شعبه يدين بدين واحد وأنساب عرقية واحدة فلا إثنية ولا قوميات عرقية. 
ولكنها الإستاتيكية الطاغية ولعل هذه العويصة هي أم المصائب في اليمن ماضيا وحاضرا ولا يستبعد أن تستمر بجر أذيالها مستقبلا كما هو منظور ويلاحظ مع حتمية التفاؤل والخروج من دائرة القوم القانطين.. 
ولعل مقاربة باربارا والتر، أستاذة العلوم السياسية في جامعة سويسرا التي درست كيف تنتهي الحروب الأهلية، تبرز هذا التعقيد.

فقدّمت والتر ثلاث خلاصات يمكن من خلالها قراءة الحالة اليمنية
الخلاصة الاولي ترى والتر أنه كلما تعددت الفصائل طال أمد الحرب
والثانية معظم الحروب الأهلية لا تنتهي بتسوية بل  بنصر عسكري أو قد ندخل في سيناريو وهي الخلاصة الثالثة وهي الأخطر في نظر باربارا وتعني به هجين لتقاسم النفوذ بين الفصائل
لكن من وجهة نظرنا في الحالة اليمنية لا يعدو المنظور إما الطاعة الإنسيابية لمآلات نتائج نزول الصرف والمتمثلة بإستعادة النظام السياسي المتمثل في إستعادة البنك المركزي عمله  بمباشرة الإستيراد والتصدير وبقية ما أوضحته أعلاه. 

ولذلك من هنا فبقدرة قادر حينئذيبطل الإحتراب الدائر  فلم تعد له جدوي بإستمراره ولم يعد مستساغا بين كافة الفصائل بعد أن تساوي الجميع في إرتدادات نزول الصرف علي كيانه المالي السابق ما لم فلعل الخصيصة الإنثروبولوجية للشعب اليمني تفرض نفسها بإستعادة الوجود وهو الحسم العسكري لأحد هذه الفصائل كما هي الخلاصة الثانية لبربارا.. وشاهدنا هو شاهدها  سفر التأريخ فغدا ناظره لقريب ليس إلا.. 
والله من وراء القصد