الحياة اختبار
في الإسلام، الحياة ليست دار جزاء بل دار عمل واختبار. الإنسان يُبتلى بالخير والشر، بالرخاء والشدة، وكل هذه الاختبارات جزء من امتحان الله لعباده.
الشر موجود كجزء من هذا الامتحان، وليس لأن الله قاصر عن إزالته، بل لأن التحديات تعطي معنى للخير والعمل الصالح وتكشف عن حقيقة الإنسان.
المقارنة بالعقيدة المسيحية:
في المسيحية، هناك مفهوم “الخطيئة الأصلية”، حيث يولد الناس بخطيئة آدم، وعقابها يزول بالتكفير بواسطة موت المسيح على الصليب. لذلك، بعض التساؤلات عن الشر تبدو مألوفة هناك لأنها تتعلق بمفهوم الخطيئة والمعاناة بعد التكفير.
بينما في الإسلام، لا توجد “خطيئة أصلية” للإنسان، بل يولد بريئًا ويُحاسب على أعماله، لذلك فهم الشر مرتبط بالابتلاء والاختبار، لا بالغفران الجماعي السابق.
أنبياء الله مثال للاختبار والابتلاء:
الأنبياء، رغم قربهم من الله، تعرضوا لأشد الابتلاءات: يحيى عليه السلام قُطع رأسه، والنبي صلى الله عليه وسلم فقد أحبائه وعانى الشدائد، وحتى أعظم أيامه كانت مليئة بالابتلاءات.
هذا يظهر أن الابتلاء جزء طبيعي من الحياة الإنسانية، وليس علامة على غياب رحمة الله أو ظلم منه.
الغاية من الابتلاء:
الشر والمصائب جزء من اختبار الإنسان، والنجاح في هذا الاختبار بالثبات والصبر والطاعة هو ما يرفع مكانة الإنسان عند الله.
الحياة الدنيا قصيرة ومؤقتة، وما عند الله هو الدار الحقيقية، لذلك المعاناة فيها لها قيمة تربوية وروحية، وليست مجرد ظلم أو قسوة.