الشيخ أحمد العيسي في الليلة الظلماء يُفتقد البدر

في زمن تتداخل فيه الأصوات وتتشابك المصالح يظلّ هناك رجالٌ يكتبون حضورهم بالفعل لا بالقول وبالمواقف لا بالشعارات ومن بين هؤلاء يبرز اسم الشيخ أحمد صالح العيسي، الرجل الذي كان  ولا يزال حاضرًا في أصعب اللحظات التي مرّت بها البلاد حين غاب الكثيرون وتوارى المدّعون خلف العبارات الرنانة.

لقد عرفه الناس تاجراً لكن من عرفه عن قرب أدرك أنه تاجر بالمروءة والوفاء للوطن حين كان غيره يتاجر بمعاناة الناس وأوجاعهم، وقف العيسي في وجه العتمة حين كانت الكهرباء تنطفئ في كل بيت وفتح خزائنه ليسدّ رمق وطن بأكمله دون منّة أو إعلان فكانت أفعاله تتحدث عنه بصمتٍ شامخ.

واليوم بينما محافظة عدن والمحافظات المجاورة تغرق في انطفاءٍ كلي وتعذيب متواصل بسبب نفاذ كمية الديزل، نتذكر تلك المواقف التي كان فيها الشيخ أحمد العيسي هو المنقذ يمدّ يده في الوقت الذي انكمشت فيه أيادي الكثيرين كان يسابق الزمن ليمنح عدن قبسًا من النور حين كان الآخرون يساومون على العتمة.

إننا اليوم ونحن نرى المشهد ذاته يتكرر بأيدٍ أخرى لا ترى في الوطن سوى سوق للربح، ندرك أن أمثال العيسي لا ينسون لأن التاريخ لا يُزور ولا يرحم من يتخاذل في وقت الحاجة.

في ليلة الظلماء يُفتقد البدر وحين تتأزم الأوضاع، يُستحضر ذكر الرجال الذين ساندوا الوطن بالفعل لا بالصور ولا بالتصريحات تحية تقدير واحترام للشيخ أحمد العيسي رجل الوفاء والعطاء الذي سيبقى اسمه علامة مضيئة في ذاكرة كل منصف، وشاهدًا على زمنٍ قلّ فيه الرجال وكثرت الأقنعة.