الوطن يستعد والضربة القادمة اقرب مما تتخيلون.
بهدوء العارفين وبخطى الواثقين يرسم مشهد مختلف في ربوع اليمن فكل المؤشرات التي تلوح في الأفق سياسيا واقتصاديا وعسكريا تنذر بأن هناك صفحة جديدة تكتب، ولكن على نار هادئة.
الإصلاحات الاقتصادية لم تعد مجرد تصريحات عابرة بل واقع يترجمه تحسن العملة الوطنية وضبط في آليات السوق ومحاولة فعلية لإعادة ترميم ما دمرته سنوات من الحرب والفساد والانفلات.
المؤسسات بدأت تستعيد هيبتها والدوائر الرسمية تشهد حالة من الإنعاش بفضل التحركات الحكومية المدروسة والدعم الخارجي الذي أعيد توجيهه من العبث إلى البناء.
وفي الميدان، وزير الدفاع لا يكتفي بالكلام. زياراته المتكررة لمحاور صعدة والمنطقة الخامسة وعدد من الجبهات، ليست للمجاملة أو لالتقاط الصور بل لتهيئة المسرح لمعركة مختلفة، معركة حسم.
والاستعدادات العسكرية التي تبنى بهدوء والاستعراضات الأمنية التي بدأت تعود في أكثر من محافظة تشير إلى أن هناك قوة جديدة تولد ليسترد بها الوطن حقه ممن استباحه طوال عقد من الزمن.
نعم لا إعلان رسمي حتى الآن ولا معركة كبرى اندلعت لكن من يفهم السياسة والعسكر يدرك أن ما يجري ليس عابرا. فحين تبنى الجيوش بصمت وحين تستعاد الثقة من الداخل وحين تبدأ الماكينات الاقتصادية بالعمل تدريجيا فذلك يعني أن مرحلة الانفجار قريبة ولكن بتوقيت وطني مدروس وليس بردة فعل.
لماذا الآن ولماذا هذا التوقيت؟؟؟
لأن الشعب تعب ولأن العالم تعب ولأن المشروع الذي زرع الفوضى باسم الثورة والمظلومية والحق لم يقدم سوى الخراب ولأن القناعة الشعبية بدأت تنضج بأن الدولة مهما كانت أخطاؤها تبقى هي الحل وأن الميليشيا والمشروع الطائفي لم يجلب إلا الجوع والخذلان.
نعم هذه ليست لحظة انفعال بل لحظة قرار.
الضربة القادمة لن تكون فقط بالمدفع بل ستكون بضبط السوق واستعادة المؤسسات وإصلاح القضاء وفتح أبواب الأمل أمام الناس بعد أن ضاقت بهم الأرض.
والكلمة العليا ستكون للتي التزمت الصمت طويلا وركزت على بناء نفسها دون ضجيج، يبدو أنها ستكون في طليعة هذه المرحلة
ليس لأنها تمتلك السلاح فقط بل لأنها تمثل مشروعا جمهوريا مدنيا، يرفض الفوضى والابتزاز ويعرف متى يصبر ومتى يتقدم.
وكل ما ترونه اليوم هو مقدمات
والشعب الذي صبر كثيرا سيقول كلمته قريبا وكل من اعتقد أن الفوضى قدر اليمن سيكتشف أن الوطن حين يقرر لا يرحم أحدا.
ترقبوا الضربة القاضية فهي قادمة بهدوء.