الوطن وقيادات المهجر
في مطلع العصر الحديث هاجر العديد من الشعراء العرب المسيحيين خاصة من شعراء بلاد الشام إلى الامريكيتين بحكم أن الأمريكيتين كانت ارضاً بكراً
في تلك الفترة وكانت مهوى المسيحيين الذين جاؤوا إليها من أوروبا والشرق. واطلق عليهم شعراء المهجر
رغم هجرة هؤلاء الشعراء إلا ان الحنين والشوق للوطن كان سمة من سمات شعرهم البسيط الذي تميزوا به وتغنوا باوطانهم وجبالها وسهولها وكل شيء فيها
في وطننا اليمني هجر الكثير من القيادات والمسؤولين في الحكومة والمعارضة الوطن إلى بلدان شتى بحثاً عن العيش الرغيد وهروباً من صراعات الحرب والأزمات التي تمر بها اليمن
ولكن الغريب أن قيادات المهجر تجردوا من عاطفة الحنين والشوق للوطن ومستمتعين بهكذا حال يعشه الوطن اليمني وكأن لسان حالهم يقول حل أزمات هذا الوطن نهاية لرفاهية عيشنا وأولادنا واسرنا في بلاد الغربة وزوال لها
فكيف لن ان نأمل ان يصلح حال وطننا طالما قيادات المهجر تتنعم بجراحاتنا و معاناتنا وبؤسنا وترقص عليها
فلن يصلح حال هذا الوطن ولن تنتهي ازماته طالما قياداته و مسؤوله صغروا أم كبروا ينعمون بالعيش الرغيد خارجه في بلدان المهجر
قائد أو مسؤول يتنقل بين أمصار ومدن العالم للراحة والاستجمام ويمتلك العقارات والفلل خارج الوطن لا يصلح أن يقود هذا الوطن أو أن يكون مسؤول عن شعبه المنهك من ويلات الحرب وسياسات التجويع والحصار من دول التحالف والدول الكبرى ضد هذا الوطن الجريح
مئات الآلاف من الأسر تحت خط الفقر ولا تستطيع أن توفر لأبنائها رغيف خبز ولقمة عيش كريمة بينما آلاف القيادات والمسؤولين رواتبهم بالعملة الصعبة و لا يمر الشهر أو الشهران إلا وهم يحلقون في فضاء هذا الوطن لينعموا بخيراته في أمصار ومدن العالم تاركين شعبه يعاني الويلات والجوع والفقر
قائد أو مسؤول لا هم له الا الاستجمام والراحة بالتنقل من عاصمة لأخرى خارج الوطن ولا يستشعر معاناة شعبه لا يصلح أن يكون قائد أو مسؤول في هذا الوطن وعن هذا الشعب المكلوم الذي يعيش تحت خط الفقر
من أراد أن يكون قائد ومسؤول بحجم هذا الوطن فليعش داخل هذا الوطن هو وأبناؤه وأسرته وليس خارجه وليستشعر ما يعانيه الشعب من جوع وفقر وتردي وانعدام لأبسط الخدمات
من أراد أن يكون قائد بحجم هذا الوطن فليقتدي بثوار فيتام الذين رفضوا أن يتنعموا لأيام معدودة في أرقى فنادق باريس وشعبهم يعاني ويلات الفقر والجوع
لن يتحرر هذا الوطن ولن يصلح حاله وحال شعبه وتنتهي أزماته إذا لم تسن قوانين تمنع وتجرًم أن يمتلك القائد أو المسؤول فيه أموال وعقارات خارج هذا الوطن طالما هو قائد او مسؤول
!! الجوع كافر!! ؛؛ ولو كان الفقر رجلاً لقتلته؛؛ كما قال الإمام علي كرم الله وجهه
والجوع والفقر طحنا وقتلا هذا الشعب أيها القائد والمسؤول المغرد خارج الوطن فمتى سيلوعك الحنين والشوق لوطنك و تحس وتستشعر معاناة وطنك وشعبك المنهك بالويلات اوالأزمات ؟؟!!٠