المعلمون الجنوبيون.. بين مطرقة الإضراب وسندان انعدام الحقوق

المعلم الجنوبي اليوم يقف على حافة الانهيار فمن جهة، ضمير مهني يرفض أن يترك قاعات الدرس خاوية وأن يترك أبناء الجنوب فريسة للجهل والتسرب والانحراف، ومن جهة أخرى، واقع قاسٍ يجلده بسياط انعدام الرواتب، غياب المستحقات، وانسداد أي أفق يضمن له ولأسرته حياة كريمة.

إن استمرار الإضراب ليس خياراً ترفياً للمعلمين، بل هو صرخة موجوعة ضد صمت حكومةٍ تتعامل مع التربية والتعليم وكأنها ملف ثانوي، بينما الحقيقة أن تجهيل الأجيال هو أخطر سلاح يهدد مستقبل الجنوب حالاً ومستقبلاً.

فكيف يُطلب من المعلم أن يبني أمة وهو لا يجد ما يسد رمق أطفاله؟ وكيف يُلام إذا اضطر أن يتوقف عن التدريس، وهو ذاته لم يتقاضَ حقه الأدنى من الحياة؟ 

برايي الحلول الممكنة واضحة، لكنها تتطلب إرادة سياسية منها:

1- الحلول العاجلة:

-جلوس ممثل عن المجلس الرئاسي ورئيس الحكومة مع اتحاد نقابات عمال الجنوب، والتي تشمل نقابة المعلمين التربويين الجنوبيين. ووضع حل منظم تحت ضمانات ليست كما قبلها، والعمل من الأن على: 
-صرف الرواتب بانتظام بما يوازي قيمة الصرف، لضمان حياة مستقرة للمعلم بعيداً عن عبث انهيار العملة.

-صرف جميع المستحقات والعلاوات المتأخرة دفعة واحدة كحق غير قابل للمساومة.

-تشكيل لجنة مالية مستقلة تشرف على توزيع المخصصات بعيداً عن الفساد والعبث. ينبثق منها لجنة رقابة وتفتيش نزيهه وشجاعة تراقب سير العملية التعليمية. 

2- الحلول المتوسطة:

إنشاء صندوق دعم للتربية والتعليم بموارد محلية وإقليمية مخصصة حصراً للمعلمين وتطوير التعليم، ترعاه أيادي امينه ومخلصة وفاعلة.

3- الحلول الاستراتيجية:

-إعادة هيكلة قطاع التعليم الجنوبي بحيث يصبح مستقلاً مالياً وإدارياً عن مراكز الفشل السياسي والاداري، وفصل التعليم عن السياسة وإقحامة فيها.

-سنّ تشريعات تحصن رواتب المعلمين من الأزمات السياسية والمالية، باعتبارها أولوية وطنية لا يجوز المساس بها.

-بناء شراكات مع المؤسسات الإقليمية والدولية لدعم التعليم الجنوبي، باعتباره مشروعاً لحماية مستقبل المنطقة بأسرها.

إلى الشرفاء والوطنيين في هذا الوطن الجريح:

إن ترك الإضراب دون حل لابسط حقوق المعلمين من قبل الحكومة هو بمثابة إعلان حرب على العقول، وحرمان أجيال بأكملها من أبسط حقوقها. ولن يسامح التاريخ أي سلطة صمتت أو تواطأت على تجهيل الجنوب وإغراقه في دوامة الأمية.

إليكم انتم يا معلمين: 
يا صانعي جيل المستقبل ولنقابتكم الموقرة، إن الاستمرار في الاضراب والاستمرار في تجهيل اجيال الجنوب، هو الحرب بعينه الذي اراده اعداء الجنوب عليه، فلا تكونوا اداه مساعدة اليه. وتفهموا الوضع الاقتصادي للبلد ووضع استمرار الحرب على الجنوب،  فما ارجوه منكم واخاطبكم من القلب والوجدان، وانا واحد منكم واشكوا معاناه عدم تسوية وصرف راتبي كاكاديمي اكثر منكم وافضع واشنع. 
وادعوكم لتحكيم العقل والمنطق وتقديم المصلحة العامة على الخاصة، لا تكونوا اداه مساعده لاعداء الجنوب من زاوية اخرى وليس معنى كلامي انني اتهمكم  لا والله، ولكن ارجوا ان تفقهوا كلامي وتعوه وتعقلوه وتتوكلون في المساهمه برفع الجهل والتجهيل المتعمد عن اجيال الجنوب، الذي اُريد له أن يكون. وادعوكم أن لا تجعلوه أن يستمر.....
 وكلي أمل فيكم وحسن ظني قوي في تفهمكم فلا تخيبوا ظني.. 

اليكم انتم يا حكومتنا الموقرة.. 
المعلمون اليوم لا يطلبون المستحيل، بل يطلبون حقوقهم التي كفلها القانون، ويطالبون بحياة تحفظ كرامتهم. فإذا أردتم  أن تنقذوا ما تبقى من صورتكم، فعليكم أن تبداؤا من هنا: من قاعات الدرس، من صوت المعلم، من صوت الطالب المنادي لا اريد الجهل اخلعوا عني ثوب الجهل لا اريد أن البسه، فمن حق الطالب في أن يتعلم...