تحية صادقة للمرابطين بالهضبة

لعلنا هنا في حضرموت نتذكر جيداً اللقاءات الكثيرة المضادة للأخوة في حلف قبائل حضرموت ومؤتمر حضرموت الجامع، تلك اللقاءات التي كان التراب الحضرمي فراشها، ومن دعا إليها هم أناس ممن يطلقون على أنفسهم مقادمة قبائل ووجهاء وشخصيات اجتماعية وسياسية. ورغم كثرة تلك اللقاءات، فإنها لم تؤثر التأثير المطلوب على مسار وتوجهات الإخوة في الحلف والجامع.

فبالنظر إلى كل هذه الزحمة المضادة، المتمثلة في خروجنا من لقاء ودخولنا في آخر، نجد أنها سرعان ما ذهبت أدراج الرياح، ولم يتبقَّ لها أثر، والشواهد على ذلك كثيرة. أي أن القائمين عليها لم يستطيعوا ثني الإخوة في الحلف والجامع عن مطالبهم، أو دفعهم للتنازل حتى عن بعضها، أو رفع الراية البيضاء، أو حتى مجرد الاقتراب منهم، وهذا ما كانوا يتمنونه. لكن ذلك لم يحصل ولن يحصل مهما فعلوا من أفعال.

ومع كل هذه الأفعال المضادة، ظل الحلف والجامع صامدين ومتماسكين كصمود وتماسك الجبال الراسية حين تهب عليها رياح الشتاء.

ومن هنا يتبين لنا أنه لا خوف بعد الآن لا على الحلف ولا على الجامع. وتطميناتي وتفاؤلي، بل ثقتي الكبيرة بهما، مرتبطة بأمور عديدة. ومرد هذا التفاؤل والاطمئنان هو ما عُرف به هذان المكونان الحضرميان المرتبطان بالأرض: حلف قبائل حضرموت ومؤتمر حضرموت الجامع.

ما يجب علينا معرفته والحذر منه كحضارم محبين لأرضنا، أرض حضرموت، هو أن من نصب العداء للإخوة في الحلف والجامع عبر تلك اللقاءات لن يتوانى لحظة، متى ما توفرت له الفرصة، عن الانتقام. ولعلكم ترون ما يصدر من مطابخ هؤلاء الأعداء بين لحظة وأخرى، رغم أن أغلبه افتراءات وأكاذيب لا تحتوي حتى على النسبة القليلة من الصدق.

ومع كثرتها، فإنها لا تخدم أصحابها بقدر ما تخدم من وُجهت إليهم، لأن المتلقي من أبناء حضرموت ومن خارجها يمتلك العقل السليم الذي يمكّنه من تمييز الصالح من الطالح، والصدق من الكذب.

والزمن بيننا، وهو كفيل بأن يرينا جميعاً كل شيء، وما يصح إلا الصحيح. والصحيح، كما هو ظاهر للعيان، ما يفعله المخلصون الأوفياء لحضرموت، ممن قطعوا العهد على أنفسهم بالتضحية من أجل حضرموت ولا غيرها.

فلنقترب منهم ونساعدهم حتى نرى حضرموت وقد تقدمت وأخذت حقوقها كاملة، تلك الحقوق التي غُيبت لعقود طويلة من الزمن، وحان الوقت لاسترجاعها بالاقتراب والمساندة للرجال المخلصين، لا بالاقتراب من الأعداء الذين تسيرهم أهواؤهم ومصالحهم الشخصية، بينما حب حضرموت عندهم في وادٍ آخر.

ومثلما قلنا آنفاً: تحية صادقة للمرابطين بالهضبة.