أُعلنت المنح في ساعة السفر !!

ضجت الساحة الجنوبية خلال اليومين الماضيين بخبر سفر دفعة من الطلاب الحاصلين على منح دراسية عبر المجلس الانتقالي الجنوبي وعددهم 100 مبتعث ، كان من المفترض أن يكون هذا الخبر محل فخر ومناسبة تفتح نافذة أمل بعد سنوات طويلة من التهميش والإقصاء، لكن المفاجأة لم تكن في وجود المنح، بل في طريقة إعلانها وتوقيت الكشف عنها، الذي جاء حرفياً في "ساعة السفر"، بعد أن أُغلقت الأبواب أمام التساؤلات والمشاركة المجتمعية.

أبناء الجنوب الذين حُرموا طويلًا من فرص الابتعاث، وجدوا أنفسهم اليوم أمام مشهد غريب منح باسمهم ولكن بلا علمهم ، إعلان مفاجئ بدون إعلان مسبق، ونتائج جاهزة لم تُعرف معاييرها ، هناك من اعتبرها خطوة تصحيح متأخرة، ومن رأى فيها إعادة إنتاج للانتقائية والتمييز، بقيت الأسئلة تتردد دون جواب .

من اختار الأسماء؟ ما الآلية؟ لماذا الصمت حتى لحظة المغادرة؟

ليست المشكلة في أن هناك منح، بل في كيف ولماذا ولمن أُعطيت دون أن تُفتح أمام الجميع بوضوح. لقد ناضل الجنوب طويلًا ضد الإقصاء، وكان يُفترض أن تكون هذه المنح بداية لنهج جديد لا امتداداً لأسلوب قديم بثوب حديث ، التوقيت وحده — لحظة إعلان الأسماء في يوم السفر — كافٍ ليطرح الشك ويستدعي النقد، ويفتح الباب واسعاً أمام مطالبات بالشفافية والعدالة.

لم تكن الأصوات المنتقدة من خصوم المشروع الجنوبي بل من داخله، من شباب وشابات كانوا ينتظرون فرصاً عادلة لا صدمات مباغتة. والمشروع الوطني الذي لا يتحمل النقد ولا يصحح أخطاءه، يفقد بريقه سريعاً حتى وإن كانت نواياه سليمة.

ما هو مطلوب ليس هدم الخطوة، بل تصحيحها وليس إسقاط المبادرة، بل تقويمها. 

المجلس الانتقالي قام بجهد يُحسب له في تأمين المنح، ولكن العدالة تكتمل حين تُتاح الفرص للجميع عبر إعلان شفاف وتنافس نزيه ومعايير واضحة ، لا نريد منح تُمنح في الخفاء، ولا فرص تُعلن في اللحظة الأخيرة.

نُبارك لمن نال فرصة الدراسة، ونؤكد أن التعليم هو أقصر طريق نحو بناء مستقبل جنوبي واعد ، لكننا في الوقت ذاته نقف مع كل من سُلب حقه في التقديم، لا بسبب كفاءته، بل بسبب أن المنح... أُعلنت في ساعة السفر !!