من وحي احتفال خرجي الدفعة (13) جامعة القرآن والعلوم الإسلامية

د. سعيد سالم  الحرباجي 

كان لي الشرف اليوم أن أحضر حفل تخرج واحد وستون حافظاً وحافظةً من جامعة القرآن والعلوم الإسلامية الدفعة (13) والذي أقيم في قصر سبأ بمدينة عدن .

فمع إشراقة صباح هذا اليوم  الجميل اكتضت القاعة بالمشاركين _ ذكوراً وإناثاً _ وحضر الحفاظ والحافظات يترنمون بالقرآن الكريم حفظاً وتلاوة، وترتيلاً  شنف آذن المشاركين ، وألهب عواطفهم ، وهيج مشاعرهم .

واحد وستون حافظاً وحافظةً اكملوا حفظ القرآن الغالبية منهم يحفظونه بالقراءات العشر وهذا ما ميَّز هذه الدفعة عن سابقاتها .

واحد وستون حافظاً وحافظةً حزموا
 أمرهم ووطنوا أنفسهم ، وعقدوا العزم
 على إنارة عقولهم  ، وإضاءة قلوبهم ، وتزكية نفوسهم ، وتهذيب سلوكهم ، والسير على نهج نبيهم .

ومن حسن طالع هذه الدفعة أنها تزامنت مع ذكرى مولد الحبيب محمد (ص ) حامل لواء القرآن ، وهادي الأنام ، ليتصل البدء بالختام ..

فمن هناك ، من مكة المكرة قبل ألف وأربع مائة عامِِ كانت البداية ...
كانت قصة هذا النور الساري
الذي بدد ظلمات الجهل والوهم ، والخرافة وأضاء
 للبشرية الحائرة طريقها ، والتقطها من ذلك السفح الهابط ، والوحل المشين الذي جثم على صدرها ردحاً من الزمن ، ورفعها إلى تلك القمة السامقة من الأخلاق ، والقيم ، والسلوكيات الحسنة ..

فكانت خير أمة أخْرِجَتْ للناس ...
شيدت بذلك النور أعرق حظارة عرفها الإنسان ، وأسدت للعالمين خير منهج عرفته البشرية ...
فتذوق  الناس قيمة العلم وقيمة العدل وقيمة الحرية وقيمة المساواة ، وقيمة الحياة ذاتها .

واليوم وبختام هذه الدفعة  مرحلة من مراحل دراسة القرآن ...يعيدون الاتصال بالبدء ...
وذلك كي يقتفوا أثر الحبيب محمد ( ص) ،  ويواصلوا مشواره ، ويحملوا مشعل هدايته ، ويرفعوا راية منهجه، ويلغوا نور رسالته .

حقاً لقد كان حفلاً متميزاً ...
متميزاً من حيث الإعداد ، ومتميزاً من حيث عدد المشاركين ،. ومتميزاً من حيث نوعية الفقرات التي عُرِضَت ، ومتميزاً من حيث تفاعل الحاضرين ، ومتميزاً بأن كان عدد الخريجين من ذوي الاحتياجات الخاصة (أربعة طلاب ، وطالبتان)  بل وكان الأول على الدفعة طالبة كفيفة .


لقد سُعِدت كثيراً بمشاركتي هذا العرس القرآني البهيج ، وكانت سعادتي أكبر بأن شاركت مديرية مودية بخريجات الدفعة الأولى لفرع الجامعة في أبين / م / مودية ..
لتثبت هذه المديرية بأنها مشعل للنور ، وقلعة للعلم ، ومركز للثقافة ، ومحضن للوسطية والإعتدال .

كل الشكر والتقدير لإدارة الجامعة ، ومدرسيها وطاقمها الإداري .
والشكر موصول لأصحاب الأيادي البيضاء الداعمين لهذا الصرح القرآني المتميز .

ونبارك للخريجين والخريحات ، ونتمى أن يكونوا إضافة نوعية لمواكب القرآن الكريم .