صلح وعفو اجتماعي كبير في أبين: أسرة المرحوم محمد علي سالم تعفو عن المواطن عبدالرحمن الشنيني بحضور قيادات رفيعة

صلح وعفو اجتماعي كبير في أبين: أسرة المرحوم محمد علي سالم تعفو عن المواطن عبدالرحمن الشنيني بحضور قيادات رفيعة

أبين (أبين الآن) هاشم شيخان السقاف

في مشهد إنساني وتاريخي يعكس أصالة محافظة أبين وقيمها المتجذرة في التسامح ونبذ الأحقاد، شهدت مدينة حصن عطية اليوم انعقاد صلح وعفو اجتماعي واسع بين الاخ عبدالرحمن الشنيني وأسرة المرحوم محمد علي سالم، على خلفية قضية الحادث المروري التي هزّت مشاعر أبناء المحافظة خلال الفترة الماضية.

وقد أظهرت أسرة المرحوم موقفاً عظيماً سيظل محفور في ذاكرة المجتمع الأبيني والوطن عامة، حين أعلنت العفو والصفح عن الأخ عبدالرحمن الشنيني، ليضربوا أروع الأمثلة في الصبر والتسامح، متمثلين بقيم الدين الحنيف وأخلاق الكرماء وأصالة القبائل الأسرة العريقة.

جرى الصلح والتحكيم بحضور رسمي كبير، تقدمه العميد حيدرة السيد قائد قوات الحزام الأمني بمحافظة أبين، والعميد أبو مشعل الكازمي مدير أمن محافظة أبين، إلى جانب عدد من القيادات الأمنية والعسكرية، وشخصيات من السلطة المحلية، ومشايخ وشخصيات اجتماعية بارزة من أبين والضالع، إضافة إلى رجال دين ومؤثرين وإعلاميين.

هذا الحضور المتنوع عكس أهمية الموقف ورغبة الجميع في تثبيت السلم الأهلي والمحافظة على وحدة الصف ونبذ أي خلافات قد تمس النسيج الاجتماعي المتماسك.

أسرة المرحوم محمد علي سالم: أكدت أن قرارها بالعفو جاء إيماناً بالقيم الدينية التي تحث على التسامح، وحرصاً على وحدة المجتمع، مشيرة إلى أن ما قامت به هو رسالة محبة وسلام لأبين كلها، وأن دم ابنهم الغالي واولاده سيبقى شاهد على قوة الصبر والإيمان.

الاخ عبدالرحمن الشنيني: عبّر عن خالص شكره وامتنانه لأسرة المرحوم على موقفهم النبيل، مؤكداً أن ما أظهروه من تسامح وشهامة يرفع الرأس ويعكس عظمة وأصالة اسرتهم ، متعهداً بأن يكون هذا الحدث نقطة تحول لتعزيز علاقات الإخاء والعمل لما فيه خير المحافظة وأهلها.

هذا الصلح المبارك كان صفعة قوية لكل الأصوات المتربصة التي حاولت الاصطياد في الماء العكر، واستغلال الحادثة للنيل من الشنيني والإساءة إلى تاريخه ودوره. فقد أثبتت أسرة المرحوم والشخصيات الاجتماعية الحاضرة أن أبين أكبر من محاولات التشويه والإسقاط، وأن التسامح والصلح هو السلاح الأمثل لمواجهة كل المؤامرات.

لقد جاء هذا الموقف ليؤكد أن الشنيني باق في موقعه محاطاً بمحبة أبناء أبين وثقة قياداتها، وأن كل من يحاول زرع الفتنة لن يحصد إلا الفشل والخزي، بينما ستظل قيم الإخاء والوفاء والتسامح هي السائدة في أبين.

إن هذا الصلح لم يكن مجرد إنهاء لخلاف، بل هو رسالة عميقة بأن أبين تتجاوز جراحها بوعي أبنائها، وأن دماء أبنائها تظل محل تقدير ووفاء، وأن صوت الحكمة والتسامح يعلو دائماً فوق كل الضجيج.