اغتيال الشرف والأمانة.. واغتيال الحلم في التطور العلمي

(أبين الآن) كتب/ المخرج المسرحي سعيد عاطف سعيد الكلدي
كان لي شرف الاطلاع على مجموعة من المسرحيات التي خطها قلم الدكتور عيدروس نصر ناصر النقيب، وهي:
- درس في الشرف والأمانة
- : الشيخ متبق
- عطاء من أجل الوطن
- الانتقام
هذه الأعمال تميّزت بأحداث متصاعدة، يأخذنا المؤلف عبرها في رحلة مشوقة، ثم يفاجئنا بكسر الإيهام الدرامي ليزيد من عنصر التشويق، فيجعل القارئ أو المشاهد في سباق مع الزمن للوصول إلى النهاية.
لقد نجح المؤلف في توظيف اللغة بذكاء، وربط الأحداث بما يعيشه اليمن في الماضي والحاضر من فساد مالي وإداري، وجهل ومرض، ليكشف حجم اغتيال الشرف والأمانة والإخلاص مقابل صعود الفساد الأخلاقي والمالي في كل تفاصيل الحياة.
كما صوّر بعمق اغتيال الحلم بالتطور العلمي والثقافي والاجتماعي، وإهمال التربية والتعليم حتى أصبح كثير من مخرجاته لا يحسنون القراءة والكتابة. عوضًا عن التفكير في المستقبل، غرقوا في دوامة الثأر والانتقام، حتى وإن كان الضحية بريئًا، كما في مسرحية الانتقام، حيث تم اغتيال حلم الدكتور سليم والدكتور أيمن في بناء مستقبل علمي واعد.
أظهر الدكتور عيدروس بمهارة كيف يتم تطويع القوانين لخدمة الفساد والمفسدين، ليزدادوا ثراء على حساب المواطن والوطن، وهو ما بدا واضحًا في مسرحية درس في الشرف والأمانة. هناك حيث يرفع الفاسدون شعارات الوطنية والشرف، بينما أفعالهم تنخر في جسد الوطن بالفساد والجهل والتجهيل، وتُظهر القبح في كل تفاصيل الحياة.
إن ما يميز هذه المسرحيات ليس فقط الطرح العميق لقضايا المجتمع، بل أيضًا القدرة على شد انتباه القارئ والمشاهد معًا، عبر حبكة درامية محكمة ورتم فني جميل ومميز.
لقد نجح الدكتور عيدروس نصر ناصر النقيب بجدارة في إبراز الهدف الأسمى من أعماله المسرحية، وهو كشف القبح من أجل البحث عن الجمال المفقود في الإنسان والوطن.