زيارة الزُبيدي إلى أمريكا.. سقوط رهانات الخصوم وصعود الصوت الجنوبي في المحافل الدولية

يعتبر الزُبيدي الرجل الأول في الجنوب سياسياً عسكريا بعد أن تم تفويضة بمليونية كبيرة من أبناء الجنوب وتم تجديد التفويض في أكثر من مناسبة جعلته الرجل السياسي الأول في الجنوب، كما أن تحرير الأرض الجنوبية من مليشيات الحوثي وبسط سيطرة القوات المسلحة الجنوبية على الأرض جعلته أيضاً الرجل العسكري الأول.، لذلك فأن أي تحرك للقائد عيدروس يحظى بأهتمام ومتابعة كبيرة وملحوظة من قبل شعب الجنوب. 

إن زيارة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، إلى الولايات المتحدة الأمريكية للمشاركة في الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة، ليست حدثاً عادياً ولا مجرد حضور بروتوكولي عابر، بل تمثل لكل جنوبي محطة سياسية فاصلة تُعيد رسم ملامح الحضور الجنوبي على الساحة الدولية. إنها رسالة واضحة لأعداء شعب الحنوب وقضيته بأن الجنوب بات رقماً صعباً لا يمكن تجاوزه أو القفز على قضيته العادلة.

يحاول خصوم الجنوب – من جماعة الحوثي ومليشيات الإخوان ومن دار بفلكهم – التقليل من أهمية هذه الزيارة بأعتبارها تأتي بأسم الشرعية ، أو شيطنتها عبر أبواق إعلامهم المأجور، لأنهم يدركون تماماً أن وصول الرئيس الزُبيدي إلى منصة الأمم المتحدة يعني سقوط آخر أوراقهم في التعتيم على قضية الجنوب. لقد فشلوا لسنوات في محاولاتهم لحجب صوت الجنوبيين، واليوم يجدون أنفسهم أمام حقيقة دامغة مفادها الجنوب حاضر دولياً، وقيادته معترف بها كطرف أساسي في أي تسوية سياسية قادمة ولا يمكن تجاوزها أو التقليل من شأنها بأي حال من الأحوال.

الزيارة تحمل أبعاداً استراتيجية ورسائل سياسية، فهي تتيح للرئيس الزُبيدي لقاء قادة وزعماء وسفراء من جميع أنحاء العالم ، وبناء شراكات جديدة تعزز من شرعية المجلس الانتقالي الجنوبي كممثل لقضية شعب الجنوب. كما تمثل فرصة لإبراز الدور الجنوبي في ملفات الأمن البحري، مكافحة الإرهاب، وحماية خطوط الملاحة الدولية، وهو الدور الذي عجزت قوى الشمال عن القيام به بل وتورطت في التآمر عليه.

أهمية هذه الزيارة تكمن في أنها تعيد وضع الجنوب في قلب المشهد الدولي. فالرئيس الزُبيدي، بتفويض شعبي، يقدم رؤية واضحة للحل السياسي تستند إلى حق شعب الجنوب في تقرير مصيره واستعادة دولته كاملة السيادة. هذا ما يُرعب القوى اليمنية المعادية للجنوب، لأنها تدرك أن المجتمع الدولي حين يسمع صوت الجنوب مباشرة، سيقتنع بعدالة القضية ويدفع نحو حل سياسي عادل ينصف أبناء الجنوب ويعمل على تحقيق تطلعاتهم بأستعادة دولتهم وهذا ما سيفقد القوى اليمنية مصالحهم في نهب ثروات الجنوب لأكثر من 35 عام.

وكما قلنا سلفا سيلتقي الرئيس الزُبيدي بقيادات وممثلي الدول في العالم وسيعمل جاهدا على نقل معاناة ومطالب شعب الجنوب للعالم، كما سيقوم بنقل معاناة المنطقة برمتها بسبب أفعال وجرائم مليشيات الحوثي من إستهداف لخط الملاحة الدولية في باب المندب والبحر الأحمر وضرب مصالح الدول والشعوب تنفيذا لأجندات إيران. بالإضافة إلى حمله ملفات مكافحة الإرهاب ومكافحة تهريب المخدرات التي تحاول الاتخاذ من اليمن منطلق لها نحو دول الإقليم خصوصا المملكة العربية السعودية. 

اليوم، لم يعد بإمكان أحد أن يطمس حقيقة أن الجنوب بات شريكاً استراتيجياً موثوقاً، لا في محيطه الإقليمي فقط، بل على مستوى المجتمع الدولي في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب . 
زيارة الرئيس الزُبيدي إلى أمريكا هي نقلة نوعية في مسار نضال شعب الجنوب، وتأكيد أن المعركة لم تعد محصورة في حدود الداخل، بل وصلت إلى أعلى منابر القرار العالمي "الأمم المتحدة" .

إن محاولة خصوم الجنوب النيل من هذه الزيارة، تارة بالتهوين وأخرى بالتخوين ما هي إلا صرخة عجز وارتباك وخوف ، أمام تقدم سياسي ودبلوماسي يقوده الرئيس الزُبيدي بخطى ثابتة نحو استعادة الدولة الجنوبية، وإثبات أن الجنوب حاضر اليوم، وسيكون غداً سيد قراره على أرضه وثروته وسيادته.