التعصب الأعمى .. ومحاولات الدفاع عن قتلة الشهيدة افتهان المشهري ..!! 

بدون شك بأن من يدافع عن القتلة والمجرمين بدوافع أسرية أو حزبية أو عصبية أو مناطقية لا يمتلك ذرة من الإنسانية وليس في قلبه ذرة من الإيمان بالله تعالى ، من يدافع عن القتلة والمجرمين هو محارب لله ولرسوله وللشرع الإسلامي وهو من المفسدين في الأرض ، من يدافع عن القتلة والمجرمين هو شريك لهم في جرائمهم ، فالدفاع عن المجرمين والقتلة ينزع عن الإنسان آدميته وإنسانيته ويدخله في دائرة التوحش والإجرام ، وكم هو شقي وتعيس من تدفعه أهواءه وتعصباته سواء الأسرية أو العصبية أو الحزبية أو المناطقية للدفاع عن القتلة والمجرمين ، فلا يدافع عن القاتل والمجرم ألا مجرم وقاتل مثله ، ولا يحمي القاتل والمجرم إلا قاتل ومجرم مثله ، ولا يبرر للقاتل والمجرم إلا شخص يستهين بسفك الدماء ويستهين بالنفس البشرية التي حرم الله تعالى قتلها إلا بالحق ، كما أن الدفاع عن القتلة والمجرمين فيه ظلم كبير وفادح للضحية ، وهل هناك ظلم أكثر من إزهاق نفس بشرية عدوانا وبغياً بدون حق ..!! 

وللأسف الشديد بعض التعصبات الأسرية والمذهبية والحزبية والمناطقية بوعي أو بدون وعي قد تدفع البعض إلى الدفاع عن القتلة والمجرمين ، وهذه من مساوئ وآثام التعصب ، وما أكثر مساوئ التعصب وآثامه على الفرد والمجتمع والدين والانسانية ، من أجل ذلك على الانسان الابتعاد عن التعصب بكل أشكاله وأنواعه حتى ينأى بنفسه عن السقوط في هذا المستنقع السحيق والمظلم والمهلك ، وعلى الإنسان أن يعود نفسه على الانتصار للمظلوم والوقوف إلى جانبه كائناً من كان ، وإدانة الظالم والمجرم والقاتل حتى لو كان من أقرب الناس إليه ، ففي مثل هذه المواقف تتجلى عظمة النفس البشرية وترتفع مكانتها.عند الله تعالى وعند الناس ، فالنفس العظيمة هي التي تنتصر للحق والعدل في كل زمان ومكان ومع كل الناس ، وهي التي ترفض الظلم والاجرام وتدين وتتبرأ من المجرمين والظلمة في كل وقت وحين ومع كل الناس حتى مع الأعداء ، وهذا الأمر ليس بالسهل فأهواء النفس وتعصباتها وعلاقاتها ومصالحها. تقف عائقا أمام هكذا سمو وارتقاء ، من أجل ذلك لا يقوم بهكذا سلوكيات عظيمة وراقية إلا العظماء والصالحين ، لكن الكثير من الناس سرعان ما تجرهم أهواؤهم وتعصباتهم ومصالحهم لخذلان المظلوم والاصطفاف مع الظالم ، وهكذا فعل يقود صاحبه إلى السقوط في أسفل السافلبن في الدنيا والآخرة ..!! 

وكم هو مؤسف ومحزن مشاهدة بعض ضعاف النفوس من المتعصبين أسرياً وحزبياً ومناطقياً وهم يحاولون عبثاً صناعة الاعذار والمبررات لقتلة الشهيدة افتهان المشهري ، في محاولة بائسة ويائسة ومخجلة ، وذلك من خلالهم سعيهم إلى تسييس القضية ، وتصوير التعاطف الشعبي الكبير مع الشهيدة 
على أنه استغلال سياسي وحزبي ومناطقي الهدف منه النيل منهم ومن قياداتهم ومن مكوناتهم الحزبية ومناصبهم السلطوية ، ومحاولاتها تصوير المطالب الشعبية تلك بأنها مؤامرة تستهدف تعز وقياداتها وأمنها ومقاومتها ، في محاولة منهم لتغيير مسار القضية من قضية جنائية ارهابية إلى مناكفات سياسية وحزبية بهدف تمييع القضية وصناعة إنقسام في الاجماع الشعبي الكبير المطالب بالقبض على القتلة وتقديمهم للعدالة وانزال اشد العقوبات بهم في أسرع وقت ممكن ، والمطالبه بمحاسبة القيادات الأمنية والعسكرية والمدنية العاجزة والمتهاونة عن القيام بواجباتها ، والتي تسببت في فقدان مدينة تعز لأمنها وأمانها وطمأنينتها وجعلت عصابات اجرامية وارهابية تعيث فيها فسادا وقتلا وارهابا وترويعا وسلبا ونهبا وبطشا دون رقيب ولا حسيب ، بل لقد ثبت بالدليل القاطع تورط بعض القيادات القبلية والحزبية والمناطقية والعصبوية في رعاية وحماية ودعم تلك العصابات ، وهو ما يضع أبناء تعز أمام خيارين لا ثالث لهما فإما الانتصار للحق والوقوف مع المظلومين ومواجهة الظلمة والفاسدين ، والانتصار لحقوقهم وحرياتهم المصادرة وفرض سيادة النظام والقانون على الجميع ، لتنعم مدينة تعز بالأمن والأمان وينعم أبناؤها بالحياة الحرة والكريمة ، أو الدفاع عن العصابات الاجرامية والارهابية والسماح للتعصبات السلبية والدعوات النشاز بجر مدينة تعز للمزيد من الفوضى والعنف والقتل والإرهاب والخوف والرعب والسلب والنهب والقمع والبطش ..!!