صرخة التعليم من قلب العراء.. أطفال عقيب بين مطرقة الإقصاء وسندان الأمية
في زمنٍ تتسارع فيه عجلة التكنولوجيا، وتُبنى فيه المدارس الذكية، وتُضاء فيه العقول بالمعرفة، يقف أطفال قرية عقيب في بلاد حَجَر بمحافظة الضالع على أطلال الأمل، يواجهون مصيرًا قاسيًا لا يليق ببراءة الطفولة ولا بكرامة الإنسان. هؤلاء الأطفال، الذين لا يملكون سوى دفاترهم المهترئة وأحلامهم الكبيرة، يخضعون لتعليمٍ بدائيٍ تحت أشعة الشمس الحارقة، وبين زمهرير الرياح، وتحت سحب المطر التي لا ترحم.
أولياء الأمور، ومعهم اللجنة المجتمعية، يرفعون نداءً عاجلًا إلى السلطة المحلية ومديرية التربية والتعليم وكل من يملك قرارًا أو ضميرًا حيًا، يناشدونهم أن ينظروا بعين المسؤولية والرحمة إلى واقع أبنائهم. فالأمية لا تزال تتربص بهم، تهدد مستقبلهم، وتغتال أحلامهم يومًا بعد يوم، في ظل غياب مدرسة تؤويهم وتمنحهم حقهم الطبيعي في التعلم.
إن ما يتعرض له أطفال قرية عقيب والقرى المجاورة ليس مجرد حرمان من التعليم، بل هو إقصاء ممنهج، وتهميش صارخ، يزرع الخوف والهلع في نفوس الأهالي، ويجعلهم يتساءلون: إلى متى سيظل أبناؤنا يتعلمون في العراء؟ إلى متى سيظل التعليم امتيازًا لا حقًا؟
نحن لا نطلب المستحيل، بل نطالب بأبسط الحقوق: بناء مدرسة تحفظ كرامة أطفالنا، وتمنحهم فرصة للنجاة من براثن الجهل. نناشدكم، ونناشد ضمائركم، أن تلبوا هذا النداء، أن تلتفتوا إلى هذه الزاوية المنسية من الوطن، أن تجعلوا من التعليم جسرًا للعدالة لا جدارًا للفصل.
فلتكن هذه الصورة التي ترونها اليوم، ليست مجرد لقطة عابرة، بل شرارة تغيير، وبداية عهد جديد يُكتب فيه لأطفال عقيب حقهم في الحياة الكريمة والتعليم النزيه.