من ظُلم التربية إلى نور الإعلام رحلة مناصرة للمصداقية !؟

قد يبدو قراري بالانخراط في مجال الإعلام مفاجئًا ومثيرًا للاستغراب لدى البعض منكم. ولربما كذلك تساءل بعضكم هذا غير قالبية الكوادر الإعلامية الذي جمعني بهم اللقاء والتعارف بالصدف بهذا المجال المجتمعي من تسألني حول ذلك، كيف لشخص نشأ بعيدًا عن أروقة الكليات الإعلامية التقليدية، أن يجد لنفسه موطئ قدم في هذا العالم الواسع والمتشابك؟ هذا التساؤل مشروع، لكن الإجابة تكمن في قصة شخصية عميقة لم تبدأ في قاعة درس هادئة، بل انطلقت من نقطة حالكة، صرخة ظلم تعليمي مبكر هزّت أركان مساري.

شِعاري الباهر يختزل جوهر هذه القصة بكل قوة ووضوح: "من ظُلم التربية إلى نور الإعلام رحلة مناصرة للمصداقية!"

أجل، أنا أيمن مزاحم. نشأتُ من نقطة حالكة. كانت بدايتها بموجب تمييز فارق معدلات وماشابه دون مراعاة للمشاعر الطالب دون طالب فلم انصف حينها لا من مكتب ولا من طاقم تعليمي من بطش ذلك الاداري التربوي، فلم تكن بدايتي هادئة حينها، بل كانت صرخة ظُلم تعليمي هزّت أركان مساري في وقت مبكر. تلك الإساءة والـ "تظليم" الذي مارسه إداري تربوي في مطلع العمر لم يكن مجرد حادث عابر؛ لقد كان الشرارة التي أشعلت نار الوعي، ودفعتني بعيدًا عن التعليم التقليدي، لأتلقى أعظم دروسي في مدرسة الحياة.

لقد أدركتُ الظلم في بدايته المتسارعة، وقررت أن أُحوّل ذاك الحقد التربوي الذي نشأ في داخلي إلى قوة دافعة ومنطلق لتحرير مصيري. لم أكن أملك تأهيلاً رسميًا في البداية، لكنني كنتُ أحمل هوية عميقة، هوية القراءة والكتابة بعمق النسيج. هذا الشغف الأصيل، غير المتكلف، هو ما صقل أدواتي وفتح لي بوابة الإعلام. لقد كان هذا الشغف هو الشهادة الحقيقية التي مكنتني من العبور.

هنا، في هذا المجال الواسع، وجدتُ رسالتي الحقيقية. لم يكن الدخول إليه طموحًا عابرًا، بل كان قرارًا جذريًا لخوض معركة أُعلنتُ فيها ناصرًا للعدل والمصداقية. ومنذ اللحظة الأولى، فرستُ سلبيات المجال الإعلامي دون أن أتوقف لأفكر في العواقب. لم تكن لدي رفاهية التردد؛ فمن ذاق مرارة الظلم يعرف قيمة المصداقية المطلقة. إن التزامي بالإعلام ليس مجرد مهنة، بل هو ترجمة حية لرفضي المطلق للتعسف والتزييف.

فألمسار الذي رسمته لنفسي هو طريق شاق، لكنه واضح، وهو ترسيخ مكانة لإنصاف المصداقية ودحر التعصلج والكذب. لقد نشأتُ من الظلم لكي تكون قصتي بداية تحرير، لا لي فقط، بل كرسالة إلى كل من يشعر أن صوته حُجب أو حُرفت حقيقته. إن الإعلام، في جوهره، هو مرآة المجتمع. ولكي تكون هذه المرآة صافية، يجب محاربة كل أشكال التزييف والادعاء الكاذب.

ولهذا، أُعلنتها التزامًا؛ سأبذل قصارى جهودي لإعلاء صوت الحقيقة، مُحولاً ألم البداية إلى قوة إعلامية تسعى جاهدة لإنصاف الناس ودحض كل شكل من أشكال التعسف. إنها ليست مجرد مهنة، إنها رواية ساردة لمسيرة بدأت كضحية وانتهت كمحارب من أجل الحقيقة.